ليبيا تتحول إلى ساحة صراع للقوات الأجنبية

38serv

+ -

مع توالي المعلومات الدالة على تواجد نشاط عناصر وقوات خاصة من عدة بلدان منها الفرنسية والبريطانية والإيطالية،يأتي الكشف عن تواجد قوات أمريكية خاصة لمحاربة داعش كمحصلة لواقع كان معروفا لدى العديد من الدوائر المتخصصة،  ويتعلق الأمر بنشاط مكثف لمصالح الاستخبارات والقوات الخاصة الأمريكية داخل الأراضي الليبية، وتحول الأزمة الليبية إلى مسرح لتجاذبات القوى الدولية والإقليمية. كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أمريكيين أن جنودا من الوحدات الخاصة الأمريكية قدموا، وللمرة الأولى، إسنادا مباشرا للقوات الليبية التي تقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة سرت شرقي العاصمة طرابلس، والتي يسيطر عليها منذ جوان 2015. وسبقت هذه التسريبات معلومات بتقديم مستشارين عسكريين أمريكيين لقوات البنيان المرصوص الداعمة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج دعما لوجستيكيا وإسنادا جويا في عملية سرت ضد مواقع تنظيم داعش، فضلا عن تزويد بعض من هذه القوات بإحداثيات لقصف مواقع التنظيم المتحصنة في المدينة.وذكرت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين لم تكشف أسماءهم أن قوات خاصة أمريكية تعمل انطلاقا من مركز عمليات مشترك في أطراف سرت، المدينة الساحلية الواقعة على بعد 450 كلم شرق طرابلس، التي يسيطر عليها تنظيم داعش، رغم مرور شهور على العمليات التي تقوم بها وحدات عسكرية موالية لحكومة السراج، هذه الأخيرة التي ترغب في فرض وتكريس شرعيتها من خلال حسم معركة سرت ومن ثم قطع الطريق أمام خصومها، بما في ذلك ما يعرف بالجيش الوطني الذي يتزعمه اللواء خليفة حفتر، والمسنود من قبل برلمان طبرق.وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الجنود الأمريكيين يعملون بالتنسيق مع نظرائهم البريطانيين على تحديد مواقع للضربات الجوية ويزودون شركاءهم بالمعلومات الاستخبارية.كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن ضباط موالين للحكومة الليبية وعن مسؤولين أمنيين غربيين، أن جنودا أمريكيين وبريطانيين شوهدوا مرات عديدة في سرت. ورغم تكتم المسؤولين الأمريكيين، إلا أن الكشف عن تواجد قوات خاصة لم يعد بالمستجد، بالنظر إلى حساسية الوضع في ليبيا، وحرص الأطراف الغربية على ضمان عدم تمدد تنظيم داعش إلى حد تهديده المصالح الغربية القريبة في الضفة الشمالية من البحر المتوسط.وتخضع ليبيا إلى دائرة اهتمام القيادة المركزية الأمريكية “سانتكوم” والقيادة الجنوبية لحلف شمال الأطلسي “ناتو” (القيادة الأوروبية)، فضلا عن أجهزة الاستخبارات الغربية عموما. ولكن لا يقتصر الأمر على القوات الأمريكية، ففي ماي الماضي نقلت صحيفة “تايمز” البريطانية عن شهود عيان قولهم إن قوات بريطانية خاصة قدمت مساعدة عسكرية، لوقف تقدم تنظيم داعش في مدينة مصراتة غرب ليبيا، وهو ما أكده قائد ميداني في الجيش التابع لحكومة الوفاق.وفور نشر هذه المعلومات، طلب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، اللورد كريسبن بلانت، توضيحا من رئيس الحكومة السابق ديفيد كاميرون حول الدور الحقيقي الذي تلعبه القوات البريطانية الخاصة في ليبيا. وجاءت حادثة مقتل عسكريين فرنسيين في نهاية جويلية الماضي في ليبيا لتؤكد على تواجد قوات خاصة فرنسية على مسرح العمليات في ليبيا، وهذه المرة على جبهة بنغازي، حيث تم إسقاط مروحية قتل إثرها ثلاثة عسكريين فرنسيين. ويتجاوز التواجد العسكري في لبيا القوات الغربية، حيث تم تسريب معلومات عن تواجد قوات خاصة ومصالح استخبارات عربية أيضا، حيث بدا واضحا اهتمام مصر وقطر والإمارات على وجه الخصوص بالملف الليبي، وصراع الأطراف المتنازعة فيها بين الشرق والغرب.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات