يرفع الفيلم القصير “قنديل البحر” للمخرج الجزائري داميان أونوري، سقف التحدي عاليا، وذلك بعد مشاركته ضمن المسابقة الرسمية “لاكنزان” لمهرجان “كان” السينمائي في دورته الماضية. لم يكن للسينما الجزائرية أن تتواجد في هذا الحدث السينمائي الأبرز عالميا، لولا الرؤية الإخراجية التي قدمها داميان أونوري وفريقه الشاب الذي يحمل مشعل السينما الجزائرية هذه الأيام إلى أبعد الحدود. يحظى الفيلم القصير “قنديل البحر” بمشاركة مجموعة من الممثلين الجزائريين المميزين، عديلة بن ديمراد، نبيل عسلي، عزيز بوكروني، سعاد سبكي، باهتمام كبير من طرف العديد من المهرجانات السينمائية العالمية، من آسيا بكوريا إلى أوروبا وحتى أمريكا اللاتينية التي سيكون الفيلم حاضرا فيها ليمثل الجزائر في المسابقة الرسمية في مهرجان بالبيرو. كما أسرت مصادرنا أن الفيلم سيكون حاضرا رسميا ممثلا للجزائر في مهرجانات عربية كمهرجان بغداد السينمائي الدولي، وأيضا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الإسكندرية ومهرجان عنابة لدول المتوسط، بالإضافة إلى قائمة طويلة من المهرجانات في آسيا تحديدا، كما اختارت جمعية “بروجات” السينمائية التي يرأسها عبد النور حوشين الفيلم القصير “قنديل البحر” ليكون فيلم افتتاح أيام بجاية السينمائية المقرر الشهر القادم.تمتع الفيلم بالاستقلالية التامة في الإنتاج والتمويل، في بداية التصوير، قبل أن تقرّر وزارة الثقافة دعم الفيلم في مرحلة ما بعد التصوير، وتدخل شريكا رسميا “فداتيك” بعد الاحتفاء العالمي الذي حظي به الفيلم في مهرجان “كان”، إلا أن فريق العمل السينمائي “قنديل البحر” كان حريصا منذ البداية على إعطاء الجزائر فرصة العرض العربي الأول، متجاوزا إغراءات الدعم المالي التي عرضت عليه من دول الخليج مقابل منح مهرجان دبي شرف العرض العربي الأول. في مقابل ذلك، يسعى فريق فيلم “قنديل البحر” لمنح الجمهور الجزائري الواسع فرصة لمشاهدة العرض في قاعات السينما بالجزائر العاصمة.تمتد حكاية فيلم “قنديل البحر” لمدة أربعين دقيقة، إلى عمق المجتمع، حيث تسبح غرائز الرجال على شواطئ شنوة بتبازة، وهي تقود سيناريو التحرش بـ“نفيسة”، جسّدت دورها عديلة بن ديمراد، وزوجها جسّد دوره الممثل نبيل عسلي، لتحيك قصة تحبس الأنفاس وتشد أعين المهرجانات الكبرى، حيث يرى العديد من المتابعين للمشهد السينمائي العربي أن الفيلم القصير الجزائري “قنديل البحر” قادر على صنع الحدث بقوة، وهو يواصل مسيرة نجاح الأفلام القصيرة في السنوات الأخيرة، التي بدأت مع فيلم “الممر” للمخرج أنيس جعاد الذي أبهر عشرات لجان التحكيم في عدة مهرجانات هامة.ومن الأفلام الروائية الطويلة، الناجحة مؤخرا على مستويين، المهرجانات والجماهير، يمثل فيلم “البئر” للمخرج لطفي بوشوشي الجزائر في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة لمهرجان بغداد الدولي السينمائي الذي يعقد ما بين 21 إلى 24 سبتمبر، وأيضا في مسابقة مهرجان “مالمو” بالسويد، وهذا خلال الفترة التي عرفت السنة الماضية تتويجا باهرا للتجربة الروائية الجزائرية الطويلة الأولى في مسار المخرج لطفي بوشوشي، في مهرجان الإسكندرية السينمائية بخطفه للجوائز الأربعة الأهم.وقد وقع اختيار مهرجان بغداد الدولي على الفيلم كما أعلنت إدارته رسميا، ليكون الفيلم منافسا لعدة أفلام هامة لم يتم الإعلان النهائي عنها. كما اختار مهرجان بغداد الفيلم القصير “جسر إلى الحياة” للمخرج الشاب عادل محسن ليكون في المسابقة الرسمية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات