تصلك في الغالب رسائل نصية، تقر بأنك فزت بمبلغ مالي معتبر، وبالعملة الصعبة، مع العلم أنك لم تعط رقم هاتفك لأحد من هذا النوع، بل ولم تدخل في أية مسابقة للفوز بأية جائزة.نعم.. إنك خدعت برسالة اختراقية.ما هي الرسائل الاختراقية؟ وكيف يمكنك التعرف عليها؟الرسائل الاختراقية تتمثل عادة في الإعلانات غير المرغوب فيها والتي يتم إرسالها إلى هاتفك الخلوي.يتم إرسال هذه الرسائل الاختراقية لآلاف والملايين من الناس في الوقت نفسه، وغالبا لا تستطيع إلغاء الاشتراك فيها، ومع أنها رسائل مزعجة، فإنها تسبب لك مشكلة حقيقة عندما تعرضك للاحتيال.تسعى هذه الرسائل إلى إيقاعك في خدعة، تدفعك إلى دفع أموالك بسبب أعذار واهية، فقد تدعي هذه الرسائل أن هناك من يريد أن يجتمع بك أو يدردش معك أو أنك فزت بإحدى الجوائز. وعلى سبيل المثال، قد تأتيك مكالمات يقوم فيها المتصل بقطع الاتصال قبل ردك على الهاتف، وإذا عاودت الاتصال بالرقم نفسه مرة أخرى تجد نفسك قد اشتركت في خدمات غير مرغوب فيها باهظة الثمن.كما أن هناك بعض الدكاكين التي تعمل بالتنسيق مع مؤسسات الهاتف الخلوي في الجزائر، وتقوم ببيعك نغمات موسيقية أو مدائح أو آيات قرآنية، مقابل اقتطاع مبلغ مالي كل شهر من رصيدك، وهذا دون علمك ودون رغبة منك ودون موافقتك، مع العلم أنك لا تستطيع توقيف هذا الاشتراك ويبقى الاقتطاع مستمرا إلى ما لا نهاية.والسؤال المطروح هنا: هل هذه المؤسسات لها الحق في القيام بهذا العمل الاحتيالي والذي يعاقب عليه القانون الجزائري؟ ثم أين هي “سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية”، والتي أعتبرها شخصيا سلطة لا سلطة لها، لأننا اليوم نعيش في مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة، بحيث أن هذا الجهاز الرقابي لا يستطيع أداء مهامه لأنه ببساطة أصبح خارج مجال التغطية.فنحن اليوم في أمس الحاجة إلى سلطة الضبط لتكنولوجيات المعلومات والاتصال، وليس لسلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية.وأذهب هنا إلى أبعد من ذلك وأطالب الحكومة الجزائرية بأن تنشئ وزارة خاصة باقتصاد المعرفة، وفيها يتم ربط تكنولوجيات المعلومات والاتصال والاقتصاد الرقمي والمعلوماتية... الخ، وهذا لكي ندخل إلى هذا القرن من بابه الكبير.والخلاصة، إذا ظهرت رسائل أو مكالمات من رقم مجهول أو خدمة لم تطلبها مسبقا، فالأغلب أنها عملية احتيال، كما لا تعطي أرقام هواتف أصدقائك بسهولة، ودائما استفسر من الشركات سبب أخذهم رقم هاتفك قبل استخدامه في دراسات الأبحاث والاستبيانات.اقرأ جيدا الرسالة الاختراقية، لمعرفة إن كانت هناك طريقة لإلغاء الاشتراك، ولا ترد على الرسائل القصيرة التي لا تعرف مرسلها، ولا تعاود الاتصال بأرقام مجهولة، وهذا حتى تصبح أكثر حرصا وحتى يصبح هاتفك أكثر أمنا وخاليا من الرسائل الاختراقية والاحتيالية.د. عثمان عبد اللوش يحدث هذا في الجزائر لأن شركات الهاتف النقال الأجنبية العاملة في الجزائر يسيرها أجانب يمارسون النصب والاحتيال أكثر مما يمارسون التسيير الجيد، وأغلبهم على علاقة مشبوهة بمسؤولين في الدولة، ولذلك يتمتعون بالحماية المطلوبة.منذ أيام تعرض العديد من المهاجرين لعملية قرصنة لهواتفهم النقالة بإدخال أدعية دينية في الإجابة عندما يطلبون من الخارج، وهو ما يحيلهم آليا على المتابعات البوليسية في البلدان الأوروبية لأن هواتفهم تدعشت..ǃ هكذا وجدت نفسي أنه مثلا يرد هاتفي على ابني في أوروبا بما يفيد بأنه أصبح مشبوها أمنيا ويجب متابعته.ǃالأمر لم يعد احتيالا ونصبا على المواطنين لفائدة شركات وهمية تبتز المواطن لفائدة مسؤولين بالتواطؤ مع شركات النقال، بل أصبح يمس بأمن المواطن وحريته ويدخله في دائرة المتابعات الأمنية في أوروبا.ǃ أين الدرك وأين الشرطة وأين سلطة الضبط أمام هذا الخلل الكبير الذي تمارسه شركات النقال بالتواطؤ مع المختالين؟ǃ إنها محنة أخرى لنا في هذا البلد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات