"نفضل إقامة تحالف في حال شاركنا في الانتخابات"

+ -

أبدى أمين عام حركة النهضة، محمد ذويبي، استعداد حزبه لعقد تحالف انتخابي جديد على أنقاض تكتل الجزائر الخضراء، المنتظر أن لا يستمر في الانتخابات المقبلة. وقال في رده على أسئلة “الخبر” إن طلب أعضاء في المكتب الوطني، منهم الأمين العام المساعد، إعفاءهم من مهامهم، متروك لاجتماع المجلس الشوري للحركة المنتظر عقده قبل متم أوت الجاري.باشرت أحزاب ذات توجه إسلامي عملية مراجعة لخطابها، ماذا عنكم ؟ النضال السياسي هو اجتهاد بشري مرتبط بتحقيق الأهداف المتفق عليها، وأول هدف عندنا في حركة النهضة هو العمل على إرساء قواعد نظام سياسي تعددي ديمقراطي، قائم على الإرادة الشعبية، والخطاب السياسي هو وسيلة من الوسائل لتحقيق هذا الهدف، ونحن ننطلق في ذلك من خصائص ومبادئ لائحة الخطاب الذي تقوم به مؤسسات الحركة.تتجه حمس لفض الشراكة القائمة مع حزبي تكتل الجزائر الخضراء، ما هي البدائل المتاحة لكم، هل ستقدمون قوائم مستقلة أم تفكرون في بناء تحالف آخر، أو عدم المشاركة كلية في التشريعيات؟ في حالة مشاركتكم كيف تتعاملون مع حاجز 4 بالمائة ؟ إن تجربة تكتل الجزائر الخضراء تجربة نثمنها لأنها غيرت النظرة السائدة لدى الرأي العام بأن الأحزاب لا يمكنها أن تلتقي وتتعاون وتتحالف، وهذه التجربة اليوم هي في رصيد الأحزاب السياسية الثلاثة خصوصا، والطبقة السياسية عموما، اليوم تبقى الحرية مكفولة ومضمونة لكل حزب سياسي فيما يراه خادما لأهدافه، وحركة النهضة تحترم سيادة الأحزاب السياسية وقرارات مؤسساتها وطموحات مناضليها. ويبقى الاستعداد قائما للتعاون في المجالات الأخرى، أما موضوع الاستحقاقات فنحن اليوم بصدد دراسته مركزيا ومحليا، وخلال الشهر الحالي ستعقد المجالس الشورية الولائية لقاءاتها لإبداء الرأي في الموضوع، وسيفصل مجلس الشورى الوطني في هذا الموضوع، وتبقى الحركة مستعدة في حالة المشاركة لبناء تحالف انتخابي. وأعتقد أن هناك من الأحزاب السياسية من له نفس درجة الاهتمام بالموضوع، وذلك بالنظر لطموح الكثير من مناضلي هذه الأحزاب والتحديات التي تواجه العملية السياسية ومحاولة انفراد السلطة بالقرار السياسي وفرض منطق الأحادية السياسية، وذلك بالرجوع إلى عهد ما قبل أكتوبر 1988.طلب عدة أعضاء في المكتب الوطني إعفاءهم من مهامهم، هل يعبر هذا عن أزمة صامتة في الحركة ؟ ألا يعتبر ذلك نوعا من الاحتجاج على طريقة إدارة الأمين العام شؤون الحركة؟❊ نحن نحترم الجميع ونقدر جهودهم، وإبداء الرأي والنقد داخل مؤسسات الحركة تكفله مواثيقها، ولا نحجر على أي رأي من أي كان، وإذا كانت الأحزاب السياسية تعارض السلطة وتنتقد حتى رئيس الجمهورية، فعليها أن تمارس ذلك في أطرها ومؤسساتها ومع مناضليها، والمسألة مسألة تقدير، فإذا حظي رأي هؤلاء بموافقة مؤسسات الحركة، فقد يصبح هو القرار، وهذا ما سيتناوله مجلس الشورى الوطني في دورته القادمة التي نأمل عقدها قبل متم أوت الجاري، فنحن حزب سياسي شوري ديمقراطي، يضمن إبداء الرأي للأفراد ويجسد احترام قرار المؤسسة.النهضة شاركت سابقا في الحكومة، ثم عادت إلى صفوف المعارضة، هل لازالت تقاوم إغراء العودة؟ موقع الحركة وخطها السياسي تحدده مؤسساتها، وقد اختار مؤتمرها الخامس موقع المعارضة، وذلك بالنظر لتشخيص الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه الجزائر، والذي تتحكم فيه بيئة سياسية مغلقة لا تزال ترفض الإرادة والسيادة الشعبية لرسم الخريطة السياسية، معتمدة على تحريف إرادة الناخبين لبناء مؤسسات الدولة، وهو ما أكده قانون الانتخابات الجديد الذي صادق عليه البرلمان بغرفتيه، ولذلك فإن الحركة تناضل من أجل تغيير هذه البيئة السياسية وفتح المجال للحريات لإعادة الاعتبار للعملية السياسية في الجزائر، وحينها قد يتغير موقع الحركة بالنظر لنتائج انتخابات نزيهة حرة وشفافة.قوى المعارضة في التنسيقية وهيئة التشاور رفعت سقف المطالب عاليا عند ظهورها، ألا يبدو أنها أدركت أنها لا تملك أدوات تحقيق سياستها؟ ما رأيكم؟ النضال السياسي مهمة شريفة ونبيلة تنطلق من القناعة بخدمة المجتمع والدولة، ليس لها حدود زمانية، والأهداف التي اجتمعت حولها قوى المعارضة تنطلق من الواقع السياسي الذي أجمعت على تشخيصه، وبالتالي فإن للمعارضة أهدافا قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى. وخلاصة هذه الأهداف إرساء قواعد نظام سياسي تعددي قائم على الإرادة الشعبية الحرة والسيدة.وأمام هذا الهدف تحديات جمة، في مقدمتها غياب الإرادة السياسية لدى السلطة التي تعتبر ميزان القوى اليوم لصالحها، وهذا لا يعني التخلي عن القناعة لتحقيق هذا الهدف الذي يعتبر وحده الكفيل بإخراج الجزائر من أزماتها المتعددة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها. وفي الأخير، فإن الشعب الجزائري له تجربته الخاصة في النضال من أجل الحريات الفردية والجماعية، السياسية الإعلامية والنقابية، وقد بدأ مشواره مبكرا ولم ينتظر الإشارة من أي جهة كانت، وله اليوم من التجربة والحنكة ما يحقق أهدافه دون تهور أو تهاون.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات