38serv
اعتبر الخبير والمسؤول السابق لمجمع سوناطراك محمد قدام، أن منتدى الجزائر الدولي للطاقة لا يكتسي طابعا سياسيا، وبالتالي فإنه يستبعد اتخاذ قرارات حول حصص منظمة “أوبك”. وإن كان اجتماع الدول بصورة غير رسمية غير مستبعد، ولكن لقاء الجزائر مع ذلك يمثل أهمية بالنظر لإمكانية عرض العديد من القضايا المتصلة بالطاقة واستفادة الجزائر من حضور موسع للفاعلين في قطاع الطاقة.تحتضن الجزائر منتدى دوليا للطاقة يجمع العديد من الفاعلين، بما في ذلك وزراء الطاقة لدول أوبك وخارج أوبك، ما الأهمية التي يمثله اللقاء، لاسيما وأنه يتزامن مع وضع خاص يسود السوق النفطي والغازي؟ من المعلوم أن الحدث في حد ذاته يعتبر هاما بالنسبة للجزائر من حيث كونه يستقطب الأنظار حوله وحول البلد، ويأتي في ظروف خاصة، من بينها المعاناة من الإخفاقات المسجلة في مجال مناقصات الاستكشاف على المحروقات، ومن ثم فإن إمكانية توظيف المنتدى قائم، حيث يمكن أن يشكّل فرصة بالنسبة للجزائر لإثارة عدة مسائل، منها أن الأمور تغيرت في مواطن عديدة وهنالك مقاربات جديدة في الشراكة تعتمد منها المفاوضات المباشرة، وهذا ممكن، ولكن هل أن تواجد كافة ممثلي القطاع الطاقوي وخبراء وأخصائيين، وإذا تمت الإشارة إلى إمكانية طرح مسألة نظام الحصص لمنظمة “أوبك” مثلا خلال المنتدى، فأنا لا أعتقد ذلك، لأن المنتدى ليس لقاء سياسيا، ومن ثم فإن القضايا السياسية لن يتم طرحها.إذن، ما هي المجالات التي يمكن أن تستقطب الاهتمام وأن تطرح في منتدى الجزائر؟* الجزائر من مصلحتها تنويع مصادر التزود بالطاقة، من الطاقة الشمسية التي تتمتع الجزائر بموارد معتبرة في هذا المجال وقدرات قابلة للاستغلال، فإنه حان الوقت لجلب الاهتمام إليها وإبراز القدرات المتاحة وإمكانية تجسيدها عبر مشاريع شراكة، بعيدا عن الطاقات الأحفورية من بترول وغاز، وبالتالي هناك إمكانية عرض الشراكة على المدى الطويل بضمانات، بما في ذلك إنتاج التجهيزات، ففي اعتقادي أن المنتدى سيكون مركزا على الطاقات المتجددة أكثر من إثارته للمسائل والمواضيع المتعلقة بالطاقات الأحفورية.هل تستبعدون مثلا أن يكون هنالك لقاءات ولو غير رسمية، على غرار ما اقترحته فنزويلا للتشاور بين الدول المنتجة والمصدرة للنفط؟ لا أستبعد ذلك، وما استبعده بالمقابل، هو التوصل أو اتخاذ قرارات والإعلان عن اتفاق ما، فغالبا ما تتخذ القرارات على مستوى منظمة “أوبك” على مستوى وزاري وببعد سياسي، فهناك احتمال أن ينظم لقاء غير رسمي، دون أن تتخذ قرارات، بل يمكن أن تخرج بتوصيات أو توجيهات، ولكن لن يكون هنالك قرارات رسمية، لأن مثل هذه القرارات تتخذ على مستوى آخر، وإن كانت هذه التوصيات تمثل مع ذلك أهمية ويمكن أن تستند عليها الدول لاتخاذ القرارات لاحقا.وماذا عن مشاركة مسؤولي وممثل الشركات النشطة في قطاع الطاقة من نفط وغاز، هل يمكن أن تستفيد منها الجزائر، خاصة في ظل تردد الشركات، وحتى إعلان بعضها عن انسحابها من السوق؟ لا أعتقد ذلك بصراحة، إذ لا يجب أن ننسى أن مثل هذه المنتديات ليس من مجالها اتخاذ قرارات، ثم يجب أن نراعي درجة ومستوى التمثيل، من يشارك في اللقاء، وهل سيحضر المسؤولون الرئيسيون. أما بخصوص الأخبار التي تفيد بانسحاب شركات طاقوية من الجزائر، فإن الأمر يتعلق أكثر بالمردودية، قياسا بمستويات الأسعار الحالية التي تبقى دون 50 دولارا للبرميل بالنسبة للنفط، فالشركات تتجه عموما إلى المناطق التي تجد فيها معدلات تكلفة الاستغلال متدنية، ونحن في الجزائر لسنا من بين تلك المناطق والوجهات. أما بالنسبة لمراجعة أسعار الغاز أيضا، فإنها مسألة تكتسي طابعا وبعدا سياسيا ولا يمكن إثارتها في مثل هذه المنتديات، وإن أمكن الحديث عنها بصورة غير رسمية دون اتخاذ القرارات. أما مزايا المنتدى، فيمكن من خلاله الاستفادة من توصيات وتوجيهات خبراء القطاعات الطاقوية، ويراعي عموما السياسي رأي وموقف الخبراء.. وفي اعتقادنا أن مراجعة عقود الغاز أضحت مطروحة، بل لا مفر منها، فهنالك دخول قطر بقوة بالغاز الطبيعي المميع والإنتاج الروسي، ولكن أيضا تعدد الفاعلين، منها دخول مصر باحتياطات كبيرة في غضون ثلاثة سنوات بعد أن كانت غير معروفة، وهي التي ستزود أوروبا لاحقا، زيادة على إيران التي تعتبر دولة منتجة معروفة، وبالتالي يتعين في نظري التحلي ببعض الليونة.. لا أقول بضرورة التوجه إلى أسواق “السبوت”؛ ولكن يمكن التعامل بصورة مزدوجة بين العقود والسبوت. ومن المعلوم بأن الاستثمار الغازي يتطلب موارد معتبرة، ومن ثم وجب التعامل بصورة مزدوجة؛ أي اعتماد العقود، ولكن أيضا التعامل مع أسواق السبوت. ونقطة أخيرة أثيرها، أن هناك تكنولوجيات جديدة دخلت في استكشاف واستغلال الغاز تسمح بتخفيض كبير للتكلفة بنسبة 30 إلى 40 في المائة.. ولذا، فالمخزون سيمثل أهمية كبيرة في السنوات المقبلة، وهذه التكنولوجيات سمحت للولايات المتحدة بتزويد أوروبا بالغاز بتكلفة منخفضة رغم كونه غازا صخريا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات