+ -

 الحكومة أخذت عطلة، ولذلك قلت مضحكات الحكم في النشاط السياسي. والأحزاب تقيم الجامعات الصيفية فيها منطق المخيمات الصيفية السياسية أكثر من منطق التدارس السياسي بالمعضلات الوطنية!هل يمكن فعلا أن نصدق بأن القضايا المهمة الوطنية التي تزعجنا بإلحاح على الصعيدين السياسي والاقتصادي يمكن أن تعالج من طرف الأحزاب في مخيم سياسي صيفي يطلق عليه ظلما جامعة صيفية..؟! يمكن أن تسمى هذه المخيمات السياسية (بالجامعة) تجاوزا، إذا اعتبرنا أن الأمر يتعلق بالمبادرة الجامعة لأشلاء الحزب الذي ينظم هذه الجامعة... وليس الجامعة بمعنى الجامعة العلمية... مادامت الجامعة العلمية غير موجودة في الجامعة نفسها، فما بالك بالجامعة السياسية على شواطئ البحر، حيث المتعة والتلذذ بالنسيم العليل والمياه البحرية الهادئة، والأجسام النورانية التي تتحرك وتتمايل يمينا وشمالا!لذلك أغلب الخطب التي تلقى في تجمعات الأحزاب في الجامعات الصيفية لا تعدو أن تكون نصوصا فيها من الكلامطوجية الحالمة أكثر من العلم بطبيعة الموضوعات المدروسة!هل من الجدية السياسية والنضالية التنظيمية أن تقوم هذه الأحزاب بدراسة قضايا حساسة وطنية في الاقتصاد والسياسة وتنظيم البلد في مخيم صيفي؟!الأحزاب العالمية التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها تعقد المؤتمرات الجدية وتعكف على دراسة المسائل الوطنية بالجدية المطلوبة التي تمكّنها من بلورة مشاريع بديلة لما هو قائم، وتتنافس بها على كسب أصوات المناضلين! هذا لا يحدث عندنا أبدا.عندما نعطّل الحكومة تقوم الأحزاب السياسية بالاجتماع على الشواطئ لإنتاج حدث أشد تفاهة من غياب الحكومة عن الحياة العامة نفسها!لذلك لا تتعجبوا إذا سمعتم زعماء هذه الأحزاب يقولون كلاما لا معنى له من الناحية السياسية في هذه التجمعات (الجامعية)!حتى الصحافة التي تعتاش على مهازل الحكومة والأحزاب تجد نفسها غارقة في الهزال بسبب هزال النشاط الحكومي وهزال الأحزاب.الحكومة والأحزاب السياسية هم في شبه عطلة طوال العام، بسبب هزال العمل الذي يقومون به، وفي الصيف يأخذون عطلة من العطلة الدائمة التي يمارسونها، فيحدث هذا الفراغ المهول!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات