استنفار في قواعد الشركات وإغماءات بسبب الحرارة في الجنوب

38serv

+ -

يرتقب أن تصبح الأجواء منعشة وباردة نسبيا بعد موجة الحر التي شهدتها معظم مناطق الوطن منذ أكثرمن أسبوع، إذ ينتظر أن يسجل خلال 72 ساعة المقبلة انخفاض طفيف في درجات الحرارة على المناطق الشمالية للوطن، تسبب فيه هبوب تيارات باردة على المناطق الشمالية انطلاقا من شرق الوطن، ستعمل على خفض درجات الحرارة لتكون أقل من المعدل، بينما يبقى المقياس مرتفعا في الجنوب.

 يتوقع خبراء الأرصاد أن تتراوح الحرارة ما بين 26 إلى 32 على السواحل، ومن 32 إلى 40 على المرتفعات والمناطق الداخلية ومن 40 إلى 44 على مناطق الجنوب الشرقي ووسط الصحراء. وستكون بداية التغيير من الشرق، حيث ستصبح الأجواء غائمة نسبيا على المناطق الساحلية الشرقية والوسطى والقريبة منها ووصولا إلى مناطق الوسط الغربي مع احتمالية تساقط بعض القطرات. أما مناطق الجنوب، فستبقى تشهد أجواء حارة جدا خصوصا منطقة أدرار وتندوف.متاعب يومية للعمال في الجنوبوفي الجنوب، لاتزال درجات الحرارة المرتفعة في ولايات الجنوب عموما وورڤلة خصوصا تخلف الكثير من المتاعب للمواطنين وكذا الموظفين وعمال الشركات البترولية العاملة في حقول النفط بحاسي مسعود، حيث تستقبل عيادات المؤسسات ومصالح الاستعجالات يوميا بكل من حاسي مسعود وورڤلة حالات إغماء وضيق في التنفس جراء الحرارة الملتهبة التي تبلغ 50 درجة تحت الظل. وأجبرت الحرارة المرتفعة التي تشهدها هذه الأيام عاصمة الواحات ورڤلة، الشركات البترولية على وضع مخطط وقائي عبر جميع الورشات المنتشرة في ربوع الصحراء من أجل حماية عمالها لاسيما الذين يشغلون المهن الشاقة ويقضون ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة. وقالت مصادر من داخل ورشات العمل إن هناك حالة استنفار قصوى لدى الأطقم الطبية عقب تعرض عمال لضربات الشمس وإغماءات في عدد من الورشات بفعل درجات الحرارة المرتفعة، حيث استدعت المعضلة وضع مخطط استعجالي وقائي تحسبا لأي طارئ، خاصة بعدما تسببت درجات الحرارة المرتفعة في هروب العمال من ورشات العمل خوفا من ضربات الشمس.مخاطر الحرارة المرتفعة لم تكن تأثيراتها مقتصرة فقط على عمال المؤسسات البترولية فقط، بل سجلت تداعياتها السلبية في عاصمة الولاية، حيث تستقبل مصلحة الاستعجالات بمستشفى محمد بوضياف بورڤلة زهاء 20 حالة يوميا لأشخاص تعرضوا لضربات شمس وآخرين من مرضى الربو والضيق التنفسي، إضافة إلى حالات من مرضى الضغط الدموي وذلك جراء الارتفاع الرهيب لدرجات الحرارة التي وصلت إلى 50 درجة تحت الظل خلال اليومين الأخيرين بعاصمة الواحات.الحرارة الشديدة تؤثرعلى موسم جني التمور في الجنوبمن جانب آخر، تحدث أعضاء في الغرف الفلاحية بورڤلة، غرداية وأدرار عن احتمال تلف ما لا يقل عن 10 آلاف طن من محصول التمور بسبب موجة الحرارة غير العادية التي أدت إلى تغيير في مواعيد نضج عدة أنواع من التمور التي باتت اليوم معرضة للتلف، وتأتي على رأس هذه الأنواع تمور دڤلة نور والغرس وهي أشهر أنواع التمور الجزائرية.وقال أعضاء في الغرفة الفلاحية بولاية ورڤلة إن كمية كبيرة من التمور، خاصة من نوع دڤلة نور، ستتعرض للتلف بسبب الحرارة القياسية هذا العام. ومن المعروف أن تمور دڤلة نور تحتاج لدرجات حرارة معتدلة نسبيا في مناطق إنتاجها الرئيسية شمال ولاية ورڤلة وجنوب ولاية بسكرة، بالإضافة إلى الجهة الجنوبية الشرقية بولاية غرداية.وكشف السيد طهار جيلالي، الخبير في سلامة النباتات ومستثمر فلاحي من بلدية عين البيضاء، عن أن كمية التمور التي ستتعرض للتلف لا تقل عن 10 آلاف طن من أجود أنواع التمور.كما أشار أعضاء في الغرفة الفلاحية بولاية غرداية إلى تضرر كميات كبيرة من منتوج تمور دڤلة نور وتيمجوهرت والغرس أيضا. وقال السيد بوزيد عناق، أحد كبار المستثمرين في مجال الفلاحة بمنطقة المنيعة، إن الضرر الذي ألحقته الحرارة الشديدة بمنتوج التمور لا يتعلق فقط بتغير مواعيد نضج التمور، بل بعدم قدرة آلاف العمال المتخصصين في الجني على العمل بسبب الحرارة الشديدة، ما أدى إلى تلف كميات من التمور في النخيل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات