"الأخطاء الفادحة"لا ترحم حتى كبار الحرّاس في العالم

38serv

+ -

 لم يخرج حارس المنتخب الأولمبي فريد شعّال، وهو يرتكب خطأين فادحين في مباراة “الخضر” أمام الهندوراس في أولى مباريات المنتخب الجزائري لكرة القدم في أولمبياد ريو، عن القاعدة ولم يُشكّل إطلاقا استثناء، رغم كون الحارس الجزائري تأثّر أيّما تأثّر وهو يرى بأنه يُحطّم نفسه بنفسه في أول ظهور له في مباراة رسمية دولية.فريد شعّال، حارس مولودية الجزائر، المتألّق الموسم المنصرم مع اتحاد الحرّاش، لم يكن محظوظا حين منحته الظروف فرصة من ذهب للظهور أساسيا بدل الحارس الأول عبد القادر صالحي المصاب، وراح فعلا يزيد من متاعب رفقائه ويتسبّب بشكل كبير في خسارة أقل المباريات صعوبة في المجموعة، رغم تسجيل المنتخب الجزائري هدفين، كون شعّال فقد تركيزه منذ تقديره الخطأ لمسار الكرة في لقطة الهدف الثاني. وتجلّى ذلك في تسرّعه وهو يحاول “كسب الوقت” من خلال تدخلاته، ما جعله يمنح كرة هدف آخر من خطأ ساذج لصالح منتخب الهندوراس. وإذا كان الإعلام، سواء في الجزائر أو خارجه، سلّط الضوء على الخطأين، وتحميل الحارس الشاب مسؤولية كبيرة في خسارة المنتخب الجزائري، إلاّ أن مجريات المباراة أثبتت أيضا، بأن زملاءه “حرموه” من فرصة “تغطية” ذلك بتحقيق فوز على الهندوراس، بدليل أن المنتخب الجزائري أهدر في الشوط الثاني فرصا سهلة للتهديف والعودة في النتيجة. ولو لم تشهد المباراة ما شهدته من أخطاء “غريبة” من شعّال، لكان حديث كل الإعلام الجزائري، وبإسهاب، عن “عُقم” المهاجمين الغريب أيضا وعدم فعاليتهم غير المفهومة.هيغيتا وداساييف وسوبيزاريتا أمثلة حيّةالقول بأن فريد شعّال لم يشذ عن القاعدة، إشارة إلى القاعدة التي “احترمها” كبار حرّاس المرمى في العالم، فأخطاء هؤلاء بقيت في ذاكرة الكرة لجسامتها، وتسبّبت أيضا في سقوط أنديتهم ومنتخبات بلدانهم من كبار المنافسات والدورات. فحارس من طراز هيغيتا الكولومبي، الذي يغامر “أكثر من اللّزوم”، لم يخسر شيئا من نجوميته رغم خسارته حوارا محفوفا بالمخاطر مع الكاميروني روجي ميلا في مونديال إيطاليا 1990، فرقصة “الأسد” ميلا فرحا لكسبه الرهان أمام “المشاكس” روني هيغيتا بقيت راسخة في الأذهان إلى اليوم، وبقي، رغم ذلك، هيغيتا كبيرا.وصنع الحارس الروسي في عهد النظام السوفياتي في الثمانينيات رينات داساييف الحدث في إسبانيا، مباشرة بعد قيادته منتخب بلاده لنهائي “أورو 1988” أمام منتخب هولندا، كون “الحارس الطائر” داساييف، رفض، عقب تعاقده مع نادي إشبيلية الإسباني، التخلّي عن اللّون الأصفر رغم إصرار أنصار النادي، كون اللّون الأصفر هو نذير شؤم لدى الإسبان، حيث تحدّى داساييف الجميع وراح يرتدي القميص الأصفر كونه “فأل خير” عليه كحارس سواء في منتخب بلاده أو في أي فريق يلعب له، قبل أن “تلاحق” النكسات الحارس السوفياتي ويتسبّب في أهداف “مضحكة” أحيانا في البطولة الإسبانية، ورصد كل الإعلام ذلك.. لكن داساييف بقي حارسا أساسيا لثلاث سنوات في إشبيلية، وظلّ نجما كبيرا وحقق تأهلا لكأس الاتحاد الأوروبي لفريقه.وتحتفظ الذاكرة الكروية أيضا بالحارس الأرجنتيني بومبيدو في أول مباراة في المونديال سنة 1990 بإيطاليا، وفشله في صدّ رأسية سهلة للكاميروني أومام بييك، وكان ذلك الهدف الوحيد في مباراة افتتاح المونديال الإيطالي. ولو أن تأثّر بومبيدو بالهدف منح الفرصة لزميله غويكوتشيا ليلعب بقية المباريات ويؤهّل الأرجنتين للنهائي، ولم يتم إطلاقا التركيز على خطأ بومبيدو. فيما تلقى الإسباني أندوني سوبيزاريتا هدفا “غريبا” أيضا في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة سنة 1994، أمضاه لاعب الميلان ديان سافيسيفيتش، وخسر نادي برشلونة بأربعة أهداف كاملة رغم تواجد اسم كبير في حراسة مرمى “البارصا”.«الخضر” خرجوا من الدور الأول في جنوب إفريقيا من خطأ للحارسونتذكّر جميعا خطأ فوزي شاوشي أمام سلوفينيا في مونديال جنوب إفريقيا في 2010، وهو خطأ كلّف “الخضر” الإقصاء من الدور الأول. لكن الحارس شاوشي تجاوز “محنته” وبقي في المنافسة في أعلى مستوى، مثله مثل مراد عمارة في الثمانينيات والهدف الذي تلقاها بالملعب الأولمبي من على بُعد 35 مترا في ودية البيرو. ومع ذلك يبقى مراد عمارة أحد أكبر الحراس في الجزائر، مثلما بقي مليك عسلة حارسا محترما وهو الذي تسبّب في عدم وصول شبيبة القبائل في وقت سابق لنهائي رابطة الأبطال الإفريقي بعد “خطأين” أمام تي.بي مازيمبي الكونغولي.الأمثلة عن الأخطاء الجسيمة لحرّاس المرمى كثيرة ولا تنتهي. وما حدث لحارس منتخب الأرجنتين الأولمبي في المباراة الثانية للمجموعة، دليل آخر على هذا الطرح. فهي عادة أخطاء لا ترحم. ما يدفعنا لأن نحرص على أن تبقى “شُعلة” الحارس شعّال موقدة حتى يستعيد ثقته بالنفس ويتجاوز محنته ويتدارك، على الأقل، في مباراتي الأرجنتين والبرتغال.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات