اليهود مستاءون من "هجر" مقابرهم بالجزائر

أعلن برلماني فرانكو إسرائيلي من أصول تونسية تكفله بقضية “هجر” أماكن دفن اليهود بالجزائر على أساس أنه بلغته “مخاوف مشروعة” عبَّر عنها يهود تتعلق بمصير مقابرهم في الجزائر.

 نشر صحفي إسرائيلي قديم يدعى جوناتان سيمون سيلر، أول أمس في مدونته، بيانا نشره البرلماني الفرنسي ماير حبيب، يتضمن موضوع “أزمة أماكن دفن اليهود بالجزائر”. وقال البرلماني “البعض يخشى نقل رفات موتاهم دون إشراف حبري. بل يخشى وضعها في صندوق جمع عظام الموتى. ولكن هذا غير مقبول في التقاليد اليهودية، لأن احترام الميت مبدأ أساسي”. وأظهر حبيب انشغالا بالغا بمدى الالتزام بالتقاليد الدينية ذات الصلة بنقل بقايا عظام موتى يهود من مقبرة إلى أخرى.وذكر البرلماني، المنتمي لحزب “اتحاد الديمقراطيين المستقلين” برئاسة وزير العمل الفرنسي سابقا جان لوي بورلو، أنه “بحث المشكلة مع مختلف الفاعلين في هذا الملف ودرسها بعمق”، مشيرا إلى أن الإحصائيات تتحدث عن وجود 523 مقبرة مدنية بالجزائر، 209 منها عبارة عن أماكن دُفن فيها فرنسيون، وأن أكثر من 57 منها هي أماكن توجد بها رفات يهود.وأوضح ماير حبيب أن مشكلة تجميع مقابر المسيحيين بالجزائر وجدت حلا عام 2009، وأن قانون اليهود الخاص بالدفن معقَد ويفرض شروطا ليست سهلة فيما يتعلق بتغيير مكان دفن بقايا جثة يهودي، مشيرا إلى أن “بيت الكاهن” رفض في بداية الألفية الثالثة نقل القبور اليهودية بالجزائر، وأضاف “عندما تمت معالجة مشاكل القبور المسيحية في 2009، طرحت إشكالية قبور اليهود من جديد، بسبب هجر بعض مساحات دفن اليهود بمقابر جزائرية، وبسبب وجود مخاطر تهديمها وحتى نبشها”.وحسب البرلماني، فإن رئيس “بيت الكاهن” جويل ميرغي قرر إنشاء لجنة خاصة بمقابر اليهود بالجزائر، يرأسها المتصرف الإداري بنفس الهيئة جاك إيف بوهبوت. وتهتم اللجنة، حسب حبيب، بإنجاز معاينة دقيقة عن أوضاع أماكن دفن اليهود، بهدف رفع تقرير إلى وزارتي الخارجية والداخلية الفرنسيتين وتحسيسهما بضرورة احترام العادات الدينية بخصوص نقل رفات موتى اليهود من مكان دفن إلى آخر.وقد انخرطت في عمل اللجنة، حسب البرلماني، سلطتان حبريتان رفيعتان هما الحاخام غوغنهايم ومندوب حاخام فرنسا مامان. وتتكفل أشغال اللجنة بمقابر موجودة في الغالب بالمناطق الريفية، ولن تشمل مقابر اليهود الكبيرة بالعاصمة ووهران وعنابة وقسنطينة.