+ -

إذا أردتم أن تعرفوا مدى البؤس الذي تسيّر به البلاد تأملوا الأخبار التالية:1 ـ رئيس مجلس الأمة يتنقل إلى سفارة البنين لتعزية هذا البلد في وفاة رئيسه السابق أو الأسبق باسم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة! والوفاة حدثت يوم 28 جويلية الماضي! والتلفزة العمومية الميمونة تنقل للجزائريين خبر التعزية في حينه لأنه حصل بعد 8 أيام من الوفاة، ولا تنقل للجزائريين خبر الوفاة في حينه! لأن المهم هو التعزية وليس الوفاة! ولم يقل لنا التلفاز الجزائري لماذا تذكّر بن صالح وفاة الرئيس البنيني بعد 8 أيام من وفاته؟! وهل هو الذي تذكر أم الرئيس بوتفليقة هو الذي ذكّره.. وبالتالي أمره بأن يعزي السفارة باسمه! هذا هو بؤس الديبلوماسية وبؤس الإعلام وبؤس السياسة في بلادنا.2 ـ الإذاعة المحلية بولاية الوادي هي الأخرى نظمت يوما تحسيسيا ضد الحرائق في هذا الصيف الحار! ولا تسألوا ماذا سيحرق في رمال الوادي؟! ولماذا تحس إذاعة الوادي بالحرائق وهي صحراء رملية، ولا تحس بالأمر إذاعة الأوراس أو إذاعة جيجل أو إذاعة تيزي وزو أو بجاية حيث الغابات وحيث الحرائق!الإعلام “الفيشيك” هو الذي يطلق الرسالة بلا هدف، كما هو الحال مع إعلام الجنائز في السفارات وإعلام محاربة الحرائق في رمال وادي سوف!شيء واحد يمكن أن نتفهم به مبادرة الإذاعة المحلية لوادي سوف، هو أن سكان هذه المنطقة يعرفون معنى التصحر الذي تحدثه الحرائق لأنهم يعيشون جحيم الرمال المتحركة.3 ـ تأجيل محاكمة الصحفي “الجزائروبريطاني” محمد تامالت المسجون منذ شهر تقريبا.. تأجيل محاكمته إلى يوم 09 أوت الجاري! أتدرون لماذا أجّل مجلس قضاء الجزائر القضية مدة أسبوع آخر! ببساطة لأن الجهات المختصة في أمور إحضار المساجين للمحاكمة لم تقم بإحضار المتهم إلى المجلس لمحاكمته في الوقت المناسب! ربما لأن المعني يعاني من مصاعب صحية بسبب الإضراب عن الطعام الذي يباشره منذ أسابيع.. وربما لأن حالة العزلة والتعنيف التي يتعرض له في سجن القليعة وقبله في سجن الحراش هي التي منعته من الحضور إلى المحكمة!ونتمنى ألا يكون سبب عدم الحضور يعود إلى عدم توفر النقل الآمن للمتهم من سجن القليعة إلى العاصمة.بلدنا فعلا في حالة بؤس “تشف” حومة يهود وليس حومة نصارى كما كان حالها في عهد الاستعمار! ومع كل هذا فالأمور عادية ولا شيء يذكر في الحكومة وإعلامها البائس!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات