يعيش الإنسان في هذه الأرض شاعرًا أنّه هنا للقيام بوظيفة من قبل الله، وقد خلقه على صورته، وأنّه جاء لينهض بها فترة، طاعة لله وعبادة له لا أرب له هو فيها، ولا غاية له من ورائها إلاّ الطّاعة، وجزاؤها الّذي يجده في نفسه من طمأنينة ورضى عن وضعه وعمله، ومن أنس برضى الله عنه، ورعايته له، ثمّ يجده في الآخرة تكريمًا ونعيمًا وفضلاً عظيمًا.وعندئذ يكون قد فرّ إلى الله حقًا، يكون قد فرّ من إوهاق هذه الأرض وجواذبها المعوقة ومغرياتها الملفتة.. ويكون قد تحرّر بهذا الفرار من الإوهاق والأثقال وخلص لله تعالى واستقرّ في الوضع الكوني الأصيل، يصبح نجمًا كالنّجوم. قال تعالى {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون} يس:40، نجمًا يهدي بإذنه تعالى ويقتدى به في ظلمات شتى. وإلى هذا يشير النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حديثه: “أصحابي كالنّجوم فبأيّهم اقتديتم اهتديتم”. يكون عبد الله خلقه الله لعبادته وقام بما خلق له وحقّق غاية وجوده.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات