"الأفضل للجزائر أن تتبرأ بغلق سفارتها في طرابلس"

38serv

+ -

قال حليم بن عطاء الله، كاتب الدولة لشؤون الجالية سابقا، إن الضربات الأمريكية على سرت “مؤشرات تكشف عن وجود استراتيجية تقوم من خلالها الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا بلعبتهم المزدوجة التقليدية”.وأوضح بن عطاء الله أن بلورة موقف إزاء التطورات الأخيرة، يضع الجزائر في مأزق. وتساءل في مساهمة مكتوبة لـ”الخبر”: “هل على الجزائر أن تدين العملية العسكرية وبأي كيفية وما هي المصطلحات التي ستستعملها؟ هل يمكن للجزائر أن تدين وجود قوات فرنسية وبريطانية وإيطالية شبه عسكرية؟” يضيف: “لحد الآن الجزائر صامتة عن كل ذلك”. وتابع يقول: ثم كيف يتم التعامل مع وزير أول ليبي يطلب التدخل العسكري خارج الإطار الأممي. وقال سفير الجزائر في بروكسل سابقا، إن الجزائر من مؤيدي “الشرعية الدولية” و”حكومة الوحدة الوطنية”، بينما القوات الأجنبية موجودة في ليبيا حتى قبل موافقة الحكومة الليبية. وأضاف: “سأكون متفاجئا جدا لو أن الوزير الأول الليبي، الذي قام بزيارة للجزائر فور تولية الغربيين له في المنصب، كانت ستكون له الشجاعة ليخبر الجزائر بهذه العملية”. وتأسف كاتب الدولة السابق لكون الوزير الأول الليبي لم يكن له، بعد نزوله إلى طرابلس، من هدف سوى الدعوة إلى عملية عسكرية في ليبيا. وأضاف: من الواضح أنه أجبر على أن يقوم بذلك حتى خارج الغطاء الأممي، إذ من المعروف أن الولايات المتحدة لا تراعي لا شرعية دولية ولا غيرها لما تقرر حسم الأمور العسكرية بنفسها، وفي هذه الحالة التاريخ يعيد نفسه. وفي كل الأحوال، بحسب الدبلوماسي، فإن الليبيين مسؤولون عن مصيرهم، سواء الحكومة الليبية التي تصادر بعض البلدان الغربية قراراتها أو أمراء الحرب الذين يعيثون في الداخل الليبي فسادا. وفي خضم هذه الظروف، سيكون من المناسب “أن نعلق فتح سفاراتنا في طرابلس كإجراء نبين من خلاله تبرؤنا مما يجري”.وفي تحليله للضربة العسكرية، أبرز بن عطاء الله أن دولا مثل أمريكا وحلفاءها لما كانت تبحث جاهدة للفت انتباه المجموعة الدولية حول موضوع “حكومة الوحدة الوطنية” التي لم يعترف بها لا الليبيون ولا المجتمع الدولي، كانت تحضر في الحقيقة للتدخل العسكري المباشر، ولا تبحث فقط إلا عن الغطاء، بينما استعداداتها على الأرض لم تتوقف يوما.وشدد المتحدث على أن “الولايات المتحدة سبقت حلفاءها إلى الضربة العسكرية، بعد أن كانت متحفظة شيئا ما عليها”، مشيرا إلى أن “الشكوك اليوم مشروعة فيما إذا كانت داعش مجرد مطية وتهديد تمت تغذيته وجعله يكبر، كما في سوريا، من إعطائها مبررات شرعية لزعزعة المنطقة وتحطيم دول بعينها”. وذكر السفير السابق أن “ما يحدث قد يكون بداية لمخطط أكثر استراتيجية يهدف إلى تقسيم ليبيا بين الشرق والغرب، من أجل رهانات طاقوية ومن أجل احتواء روسيا في البحر المتوسط بعد أن قامت بمعاكسة استراتيجيتهم في سوريا”. ولاحظ أن هذا القصف يعطي إشارة إلى عملية عسكرية قريبة ومفتوحة، مشيرا إلى أن الخطر سيكون داهما على الجزائر التي سيكون عليها مواجهة نتائج هذه العملية العسكرية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات