+ -

 عندما قال أحد سفراء أمريكا ذات يوم بأن “الجن الازرڤ لا يمكن أن يعرف ما يجري في الجزائر..”! تعجّب بعض الجزائريين من هذا القول الأمريكي، ومن سفير دولة قادرة حتى على كشف الكذابين ممن يتحدثون إلى مسؤوليها، إن هم مارسو الكذب. لكن ما يحدث في الجزائر من مفارقات عجيبة يشير فعلا إلى وجود خوارڤ وخوارق في مؤسسات دولة الجزائر لا يمكن لأي كان الإحاطة بما يجري فيها إذا لم يكن ملمّا بعلم “الضمياطي” السياسي. وهو علم حديث لم تعرفه البشرية بعد.. ولكن مطبّق في الجزائر.هل يفهم الأمريكان أن رجل أمريكا في الجزائر شكيب خليل يمكن أن يقلب الرأي العام رأسا على عقب من خلال أداء الصلوات حتى بلا وضوء في الزوايا، وممارسة علم الضمياطي والرقية والتعاطي مع السياسة بالولائم وكتابة الحروز عوض كتابة الخطب!حتى المؤسسات الدستورية الجزائرية الرسمية دخل رأسها “التختوين”.. فهل من الصدفة أن يتم استدعاء الشرطة إلى المجلس الشعبي الوطني للتحقيق في ظاهرة سحر المسؤولين في هذه المؤسسة من طرف ساحر بـ”الڤريڤري”! إلى درجة أن السلطات الأمنية في البرلمان ضبطت كاميرات المراقبة الدقيقة بالصورة لضبط من يقوم بهذه العملية (الخطيرة) في البرلمان، والتي بالتأكيد سيكتب عنه رئيس المجلس بأنها مؤامرة على استقرار وسمعة المؤسسات الدستورية للدولة، كما فعل من قبل مع حكاية عزله لموظف في المجلس ثم إعادته إلى منصبه، بعد ذلك اتهم الصحافة بأنها تنشر الإشاعات بغرض المساس بسمعة مؤسسات الدولة!لست أدري لماذا لم يحس الدكتور ولد خليفة بالحرج وهو يوجه اتهامه إلى الصحافة بالتخلاط داخل المجلس، والحال أن عملية عزل الأمين العام تمت فعلا.. وتمت عملية تسليم المهام مع خلفه، وهو رئيس الديوان. وكل الموظفين يعرفون ذلك. وأن طليبة نائب رئيس المجلس اتصل بمن لا يردّ له أمرا في قرارات المجلس، وهو الذي تدخل لدى الرئيس لإلغاء العملية.. وهذا ليس عيبا.. لكن العيب هو أن يتهم ولد خليفة الصحافة بالترويج للإشاعات.. فإذا كان الأمر يمكن أن ينطلي على الرأي العام باتهامه الصحافة في بيان “تصحيحي” للإشاعة، فكيف يكون وضع رئيس المجلس مع الموظفين في المجلس الذين يعرفون أن ما نشرته الصحافة صحيح، وأن تصحيح ما نشر هو الخطأ!ليس عيبا أن يعزل رئيس المجلس موظفا ثم يعيده.. فقد عزل قبله بوتفليقة أحمد أويحيى من الحكومة ثم أعاده.. لكن العيب هو إنكار ما حدث أمام الموظفين في المجلس. والأخطر من كل هذا هو اعتبار نشر خبر قضية عزل موظف في مؤسسة مساسا بأمن واستقرار مؤسسات البلد.عزل رئيس المجلس نفسه ليس قضية خطيرة، فما بالك بعزل موظف في هذا المجلس.. وكلنا يتذكر كيف عزل المرحوم بومعزة وكيف عزل كريم يونس.. لكن يظهر أن أمن المؤسسات وسياسة البلاد أصبحت تسيّر بمنطق السحر!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات