38serv
دعا مجاهدون سابقون، منهم من شغل مناصب قيادية في مرحلة الثورة والاستقلال، إلى رحيل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، من منصبه، و”تحرير الحزب من سطوة عصابات المال”. في مرحلة يواجه أمين عام الحزب مطالب من داخل الحزب للرحيل قبل الانتخابات التشريعية المقبلة.تأسف مجاهدون، في نداء بعنوان “نداء المجاهدين من أجل انعتاق جبهة التحرير الوطني المسلوبة”، لوضع حزب جبهة التحرير الوطني، وقالوا إنهم يستنكرون “استحواذ عمار سعداني وثلة من رجال الأعمال المشكوك فيهم لاسم جبهة التحرير الوطني رمز ثورة نوفمبر، لأغراض شخصية أنانية” ، فالحزب، حسبهم، وقع في يد “شرذمة من الانتهازيين والمغامرين جعلوا منه تجارة مربحة، ضاربين عرض الحائط بالنص المؤسس لهذا الكيان السياسي الذي تمخض عن عملية طويلة وشاقة اجتهد في سبيلها رجال ونساء جعلوا من الكفاح من أجل التحرير قضيتهم السامية مضحين بحياتهم من أجل تستقل الجزائر، بعد أن دفعوا ضريبة الدم لبلوغ ذلك الهدف النبيل”.وقالوا في مقطع آخر”باستعمال الخديعة، وتورط قنوات في الحزب تسللوا إلى جسده لإفراغه من مكوناته الحيوية وزرع العفن وتحويله إلى أداة لتحقيق مآرب شخصية، بهدف استنزاف أكبر قدر ممكن من مقدرات البلاد المالية في أسرع وقت، وإقامة صلات مع قوى خارجية للإفلات من العقاب، والحصانة والحصول على تقاعد مريح”.وجاء في الرسالة: “أمام المخاطر الجمة المحدقة بالجزائر، لابد علينا أن نكسر جدار الصمت ونخرج عن تحفظنا لنطلق هذا النداء قصد إزاحة الأمين العام غير الشرعي لحزب جبهة التحرير الوطني وإرجاع الحزب إلى التاريخ”.وناشد أصحاب النداء زملاءهم المجاهدين الالتحاق بالمبادرة، وقالوا: “إذ نندد بما آلت إليه جبهة التحرير الوطني منذ استيلاء المدعو عمار سعداني وزبانيته، ندعو كل المجاهدين للالتحاق بنا من أجل التأكيد أنه حان الوقت لكي تتحرر جبهة التحرير الوطني من قبضة هؤلاء المغتصبين، وتبعث بذلك المبادئ الأولية لثورة نوفمبر المجيدة”.ورغم ما حملته الرسالة من إيحاءات بتجريد الحزب من شعاره الموروث من حرب التحرير، اشترط أصحاب النداء عودة الأفالان إلى مبادئه المؤسسة، وكتبوا “إن جبهة التحرير ملك لكل الجزائريين وما دامت موجودة في شكل حزب سياسي فيجب ألا يحيد مذهبها وعملها عن الأسس التي أقيمت من أجلها، ولذلك فإنه لا بد لأولئك الذين يسيرونها أن يكونوا قدوة في النزاهة والاستقامة”.وجاءت الرسالة في مرحلة تزداد الضغوط الداخلية على الأمين العام الحالي، وفي خضم صراع عصب يمزق الحزب، حيث تكثفت التحركات لتغيير الوضع القائم والإطاحة بعمار سعداني المسنود من جناح قوي في السلطة، في ظل الحديث عن قرب رحيله، والاستعانة بخدمات الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم.وضمت قائمة الموقعين المجاهدين كلا من العميد المتقاعد والقيادي الأسبق في الحزب، عبد المجيد شريف، محمد عبد الملك، والي أيت أحمد، الرائد عز الدين، عبد القادر بلعربي، زهرة ظريف بيطاط، مريم بوحمزة، عبد الرحمان شريف مزيان، مولود دهلال، حبيب ڤرفي، جلالي ڤروج، محفوظ راشدي، والعقيد المتقاعد حسين سنوسي، وياسف سعدي.ورفض أحد الممضين على النداء، الرائد عز الدين، في اتصال هاتفي مع “الخبر” أمس، الحديث عن ظروف ظهور المبادرة، وقال: “في المرحلة الحالية نفضل ترقب ردود الفعل من قبل الرأي العام والصحافة والمثقفين والمجاهدين”.وذكر المجاهد جيلالي ڤروج أن المسعى من النداء هو خدمة الجزائر، موضحا “نريد مصلحة بلدنا وعملنا ليس موجها ضد الرئيس بوتفليقة”.وتابع: “لقد استغل شعار الأفالان منذ الاستقلال أبشع استغلال، وحول إلى سجل تجاري ومطية لتولي الحكم، ويجب أن يوضع حد لهذا ويعاد الشعار للشعب الجزائري”.وفضل الوزير الأسبق للداخلية، عبد الرحمن شريف مزيان، عدم إصدار تصريح، مؤكدا مشاركته في المبادرة.أحمد بومهدي: لسنا من حقق الثروة باسم الأفالاناستغرب أحمد بومهدي الذي يتولى منصب الأمين العام للأفالان بالنيابة في فترة غياب عمار سعداني، وجود هذا التحالف. وتساءل: أين كانوا طوال هذه الفترة؟ مضيفا في تصريح لـ”الخبر”: “هم يعتقدون أن الجزائريين لا يعرفون ماضيهم، لقد بنوا ثروات باسم ثورة التحرير، واشتروا جهادهم في وقت يواجه مجاهدون ومواطنون شظف العيش”. وتابع: “لا نفهم أن بعضا ممن لديهم سجل عدلي في قضايا الاحتيال، ومن يتقاذف تهم الخيانة والعمالة للاستعمار، يشتغلون معا من أجل نزع شعار جبهة التحرير الوطني، ويتحدثون عن سيطرة أصحاب المال عليه ورحيل قيادته الشرعية”.وشبه المتحدث خطاب موقعي النداء بـ”الجمل الذي ضحك على صاحبه لأن لديه سنام، ناسيا أنه لديه واحد مماثل”.ورفض تحديد قوة تقف وراء هذه المبادرة، متوقعا فشلها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات