يا عزيزي سعد، أتمنى أن تكون بخير وأن تبقى نشطا كالعادة. وأعتقد أن المراسلة هي فرصة لي لتحيتك، وأغتنمها لألفت انتباهك إلى مسألة الحديث عن الانقلاب والانقلابات. ولقد لاحظت أن مجموعة الخوانجية ينددون فقط بالانقلابات التي تمسهم، وتتعالى أصواتهم دفاعا عن الديمقراطية ليركبوها فقط كما تركب الحمير حشاك.. وهذا مثالهم الباب العالي يسجن ويقتل وحتى يدفن المسلمين مثله في مقابر جماعية يسميها مقابر للخونة، ولم أسمع صوتا يندد بذلك من “هذه الجماعة المقربة من الله” حسب اعتقادها بأنها ستكون الفرقة الناجية في الآخرة. وافتكرت أن هناك إخوانجيا آخر عسكريا في السلطة وصل إليها بانقلاب إخوانجي ولم يتركها لحد الساعة، وفضل تقسيم بلاده على التخلي عن الكرسي، وهو حسن عمر البشير. لم أسمع صوتا واحدا من الإخوانجية يندد بهذا الانقلاب وهذه السيطرة على السلطة لمدة طويلة قد تطول مدى حياة هذا الشخص.ولم أسمع كلاما عن هوشة الإخوانجية في تركيا لأن المنقلب عليه إخوانجي ومدير الانقلاب أيضا من نفس التيار السياسي. ويصر الإخوانجية في تحاليلهم وكأن الأمور هي بين الجيش التركي وأردوغان. بينما الحقيقة هي عكس ذلك، فهي مجرد هوشة بين إخوانجية لا أكثر ولا أقل، خسر الأول واستفاد الثاني. ولكن العقاب الجماعي الذي يفوق كل التصورات لا مبرر له ضد أتباع إخوانجي أو المتصوف أستاذ أردوغان السابق.لخضر من بروكسلأنت على حق، بطش الإسلاميين بالإسلاميين أشد من بطش العسكر والعلمانيين بالإسلاميين. عمر البشير فعل ما فعل بالترابي الذي أوصله إلى سدة الحكم بشعبية الإسلاميين. والجماعات المسلحة في سوريا فعلت ببعضها وبالشعب السوري أكثر مما فعل الأسد بشعبه وبجيشه وحكمه. والجماعات المسلحة في ليبيا فعلت بليبيا أكثر مما فعل القذافي بهذا البلد طوال حكمه له بالنار والحديد 40 سنة. وما حدث في اليمن على يد السعودية والحوثيين أشنع مما فعله المخلوع صالح بشعب اليمن.أتذكر أن الحرب الإيرانية العراقية كانت تتم بين الإثنين باسم الله أكبر، وكل واحد يقتل خصمه ويقول قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار! وليس من الصدفة أن الذي قتل الأبرياء في نيس بشاحنة كان يقتل مسلمين مثله ويقول الله أكبر! الهوشة التركية الأخيرة بين أردوغان وأستاذه فتح الله غولن تشبه إلى حد بعيد الهوشة التي حدثت عندنا بين (GIA) و(AIS) في التسعينيات.. وأن وضع الجيش في هذه الهوشة الدموية التي مرت بها الجزائر كان يشبه وضع الجيش التركي في الهوشة التي حصلت في تركيا فيما سمي بانقلاب الإخوانجيين على إخوانجيين آخرين.أحوال الإخوانجيين والإسلاميين عموما ستستقيم عندما يصبح حقا “دم المسلم على المسلم حرام” عملا وليس قولا.. أما الآن فإن وضع الإسلاميين إزاء بعضهم البعض لا يختلف عما كان عليه وضع القومجيين البعثيين في سوريا والعراق.. فقد كانوا أكثر دموية ضد بعضهم من رجولتهم مع الشعب[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات