عبيدي يحذر من "فخ حرب الأديان" الذي يسعى إليه "داعش"

+ -

قال حسني عبيدي، الباحث الجزائري المختص في الملفات الاستراتيجية، إن “الهدف الذي يسعى إليه تنظيم داعش هو نشر الخوف والصدمة الناجمة عن الاعتداء أكثر من الاعتداء نفسه، وزعزعة الرأي العام”.وذكر عبيدي في مقابلة مع الشبكة الإعلامية “أورو نيوز” بخصوص الظروف الأمنية التي تعيشها فرنسا، أن موجة الاعتداءات الإرهابية “تظهر لنا أن هناك تغيرا في النموذج والعقيدة في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية الذي انتقل إلى مرحلة أكثر خطورة تمثل بالنسبة لنا تحولا في حياة التنظيم”. وأوضح أن “ما يسمى الذئاب الوحيدة، لكنهم ليسوا في الحقيقة وحيدين للقيام بالهجمات أينما تواجدوا ومتى استطاعوا، بل هناك استراتيجية سياسية وأمنية تستفيد من الثغرات الموجودة في شبكة الأمن لضمان تنفيذ هجماتهم”.غير أن رئيس مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط في جنيف يرى أن “هذه الاستراتيجية تُظهر بالمقابل ضعف التنظيم الإرهابي بسبب ضربات التحالف، وفقدان أراضيه وخسارة نفوذه في سوريا والعراق، وهو يترجم ذلك بطبيعة الحال بالرغبة في نشر الفوضى والاضطراب، ومنه إحداث الصدمة في الأماكن أو في الدول حيث يمكن أن ينفذوا هجمات حقا”. وأضاف عبيدي “يريد التنظيم الإسلامي بالتأكيد أن تتنازل الدول المشاركة في التحالف. يريد أيضا زرع الفتنة بين السكان وبين المواطنين، إنه يعلم بأن المجتمعات الأوروبية على حد سواء ديمقراطية ومعارضة، وفي الوقت نفسه هي متحدة”.وحول وجود مخاوف من قيام حروب أهلية داخل المجتمعات الأوروبية بين مسلمين وغير مسلمين، قال عبيدي “صحيح أن أولئك الذين ارتكبوا هذه الهجمات لا يمثلون المجتمع الإسلامي، ولا يمثلون الإسلام، لكن يجب أن ندرك أن هناك مسؤولية، إذ من الضروري أن يخرج المسلمون عن صمتهم ويقولوا نعم إنهم عناصر من المجتمع الإسلامي. صحيح أن هناك مشاكل وفوضى في كل من الأسرة والمدرسة، ولكن الاندماج هو أيضا مسؤولية السلطات المحلية”.ودعا عبدي إلى “عدم الوقوع في فخ حرب الأديان، فداعش لا يمثل أي دين، والإرهاب لا عقيدة له، ولكن هناك خطر حقيقي يتسبب فيه الاحتكاك والتوتر الاجتماعي، مثل التوتر بين السكان بسبب مهاجمة الكنيسة وقتل كاهن، إن ذلك يعد جزءا أساسيا من الهوية، ويجب على المجتمع بالطبع أن يبدأ في التفكير في كيفية وضع حد لهذا الإرهاب، وكيفية العثور أيضا على النهج الصحيح لمقاومة الذعر والفوضى التي يريد التنظيم زرعها داخل مجتمعاتنا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات