تلميع صورة الجزائر ثمنه الملايير في زمن التقشف

+ -

 قبلها، صباحا، حظي الوفد الرياضي باستقبال الوزير الأول عبد المالك سلال، بالمركز التقني بسيدي موسى. وتبادل سلال أطراف الحديث مع الرياضيين الحاضرين، والمسؤولين عن الوفد، وقام سلال بتشجيعهم على حسن تمثيل الجزائر ورفع رايتها عاليا. كما نقل للرياضيين تحيات وتشجيعات رئيس الجمهورية.ستكون مشاركة الجزائر في الألعاب الأولمبية بوفد يقدر بـ65 رياضيا، للمرة الـ13 في تاريخها منذ الاستقلال. وهي المرة الأولى التي تنفق فيها السلطات العمومية أموالا باهظة تقدر بالملايير في زمن التقشف، لرفع مستوى فرص سفراء الجزائر للحصول على ميداليات، وأيضا لتلميع صورة الجزائر دوليا.وإلى جانب أعضاء الوفد الرياضي، تنقل عدد كبير من الضيوف والمدربين والإطارات وممثلي الاتحاديات إلى مدينة ريو على متن طائرة خاصة تابعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، عبر الجناح المخصص للمسافرين لأداء مناسك العمرة والحج بمطار (هواري بومدين) بالعاصمة، لمتابعة أكبر مهرجان رياضي في العالم.ووضعت إمكانات مادية كبيرة تحت تصرف الاتحاديات لمنع مسؤوليها من إثارة مصاعب في التحضيرات، رغم ميول السلطات لتقليص فاتورة الإنفاق العمومي. واحتلت اتحاديات: ألعاب القوى والجيدو والملاكمة قائمة الاتحاديات التي صرفت أموالا كبيرة في تحضير ممثليها للأولمبياد. ما يجعل هؤلاء تحت ضغط وجوب الحصول على ميداليات، أو على الأقل نتائج تكون في مستوى الإمكانات المالية والمادية التي وضعتها السلطات العمومية تحت تصرفها لإجراء تحضيرات تتناسب مع أهمية الحدث الأولمبي.و رغم أن الجهات المعنية كشفت أنها صرفت مبلغ 31 مليار سنيتم لتغطية تكلفة التحضيرات، إلا أن المبلغ يبدو أكبر من ذلك، إذا تم احتساب تكلفة استغلال المرافق الرياضية في الجزائر، ومصاريف أعضاء الوفد الرياضي والمرافقين له في البرازيل، وحقوق التأمين، وفاتورة تحضير منتخب كرة القدم. ورغم أن اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية طمأنت أن التحضيرات جرت في ظروف طبيعية، إلا أن الواقع لم يخل من مشاكل خاصة ما تعلق بألعاب القوى، بسبب إثارة المدربين الجزائريين مشكلة التعويضات المالية، مطالبين بجعلها متساوية مع المدربين الأجانب، بعدما هددوا بالانسحاب من لجنة التحضيرات للألعاب.ولأول مرة، سيكون الوفد الرياضي الجزائري المشارك في الأولمبياد مرتفعا، بما أن عدده قدر بـ65 رياضيا موزعين على 13 رياضة. ومع ارتفاع عدد الرياضيين، سيكون مشروعا تعليق آمال كبيرة لحصول الجزائر على أكثر من ميدالية في الأولمبياد، تزامنا مع تقديم توقعات بحصد أربع ميداليات في رياضات: الملاكمة وألعاب القوى والجيدو. وقامت اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية بإرسال مبعوثين عنها إلى البرازيل قبل أيام لتحضير استقبال الوفد الجزائري بعد الرحلة التي دامت قرابة 10 ساعات إلى البرازيل.من المسؤول عن النتائج؟دافعت اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية بقوة مؤخرا عن نفسها، بالقول إنها ليست المعنية بتقديم توقعات، لكنها لم تمتنع عن الإشارة إلى أنها وفرت كل شروط التحضير للموعد الأولمبي، لتبرئة نفسها من احتمال حدوث انتكاسة في ريو. في الوقت الذي بدا رؤساء الاتحاديات مترددين بشأن تقديم توقعات تهربا من المحاسبة التي سيخضعون لها عند الانتهاء من الألعاب، بمناسبة مساءلتهم من قبل أعضاء الجمعيات العامة بعد نهاية العهدة الأولمبية. وسيجد رؤساء الاتحاديات أنفسهم مسؤولين لوحدهم عن نتائج الرياضيين، مثلما هو مدون في عقود البرامج المبرمة مع الوصاية، خاصة لم يشتك أي أحد من رؤساء الاتحاديات من نقص في الإمكانات لا المادية ولا المالية علنا، رغم أن مصادر أكدت لـ«الخبر” أن هؤلاء يثيرون في كل مرة مشاكل مالية في تحضيرات الرياضيين في اجتماعاتهم المغلقة مع ممثلي اللجنة الأولمبية.هل يكرر مخلوفي سيناريو لندن؟هذا السؤال يطرحه أكثر من واحد، رغم أن مخلوفي لم يعد في أفضل أحواله، بسبب تراجع نتائجه في التجمعات الأخيرة. لكن مخلوفي يبدو أنه يتقن فنون المفاجآت. فالجميع يتذكر أن العداء لم يكن معروفا كثيرا قبل أولمبياد لندن 2012، ومع ذلك، لم يخذل مخلوفي متتبعيه عندما حصد ميدالية ذهبية في سباق الـ1500 متر، فأدهش الجزائريين والعالم بقدرته ومهارته الكبيرتين، وأكثر من ذلك تحديه الكبير وطريقته المميزة في حسم سباقه النهائي قبل أربع سنوات. وشكل مخلوفي وقتها الشجرة التي غطت الغابة. وعلى غرار زملائه، فإن مخلوفي استفاد من إمكانات كبيرة لتسهيل تحضيراته تحت إشراف مدرب فرنسي في الخارج، رغم أنه طرح مشاكل مالية في مشوار تحضيراته بأمريكا، ما يجعله أكثر الرياضيين عرضة إلى الضغط للحصول على ميدالية.هاجس المنشطات يطارد الجزائريينعلى غرار كل الوفود الحاضرة في الأولمبياد، سيكون الوفد الجزائري تحت مراقبة أعين اللجان المختصة في محاربة المنشطات، تزامنا مع الحملة التي أطلقتها اللجنة الدولية الأولمبية ضد الغشاشين. ورغم أن الجهات المختصة في الجزائر أخذت إجراءات لحماية الرياضيين الجزائريين من الوقوع في فخ تناول المنشطات، إلا أن المراقبة وحدها لن تكفي للإبقاء على الرياضيين بعيدين عن آفة المنشطات في غياب حملات التحسيس. ورغم أن تناول المنشطات لم يكن أبدا تقليدا في الجزائر، إلا أن التطورات الأخيرة في مخابر إنتاج المواد المنشطة وانتعاش سوق المواد المحظورة في العالم والجزائر أيضا، لن تجعل أي رياضي في مأمن من المراقبة المفاجئة، خاصة إذا ابتسم له الحظ ووصل إلى أدوار متقدمة في المنافسات الأولمبية. وتبدو حادثة اعتقال المدرب السابق للبطل الأولمبي مخلوفي في إسبانيا، على خلفية تورطه في المنشطات، أحد الأسباب التي ستجعل المراقبين الدوليين يركزون أكثر على العدائين الجزائريين، خاصة وأن عداءة جزائرية كانت تجري تحضيراتها تحت قيادته عندما اعتقلت الشرطة الإسبانية المدرب الصومالي قبل أسابيع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات