ركّز ممثلو الديانات (المسيحية، الإسلامية، اليهودية والبروتستانتية) بفرنسا في اجتماعهم، صباح أمس، بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بقصر الإليزيه بدعوة منه على مسألة حماية أماكن العبادة بمختلف معتقداتها، وذلك من خلال تشديد الرقابة، إلى جانب تعزيز الإجراءات الأمنية عند مداخل هذه الأماكن، مطالبين هولاند بأن تولي الحكومة اهتمامًا أكبر بهذه المنشآت الدينية. اقترح عميد مسجد باريس الكبير الدكتور دليل أبوبكر، الذي مثل مسلمي فرنسا، إصلاحًا في الهيئات الإسلامية في فرنسا وتكوينًا أنجع للأئمة، قائلاً إنه “حان الوقت لكي يعي المسلمون ما هو ليس على ما يرام لرؤية الإسلام عالميًا، وكذلك يجب أن يبادر مسلمو فرنسا إلى القيام بتأهيل أكثر لرجال الدّين”، معبّرًا باسمه وباسم جميع مسلمي فرنسا عن الحزن العميق الّذي تشعر به الجالية المسلمة والصدمة النفسية الّتي يعيشون على وقعها أمام هذا الانتهاك التجديفي والتدنيس للُحرمات المنافية لكل تعاليم الديانة الإسلامية، وما ذكر في كتاب الله المقدّس القرآن الكريم، مذكّرًا بأن كنيسة سان دو روفري كانت قد أهدت قطعة أرضية من أجل بناء مسجد البلدة الذي يصلّي فيه اليوم مسلمو المدينة وضواحيها.وأجمع ممثلو الديانات مباشرة بعد خروجهم من الاجتماع، على الوحدة بين الفرنسيين من مختلف الأطياف وعدم الوقوع في فخ تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، الّتي تريد نصبه في فرنسا وللفرنسيين ككلّ بهدف تمزيق وتشتيت وحدة أفراد من عائلة واحدة تعبد إلهًا واحدًا وتؤمن به، متوجّهين برسالة سلام وإخوة وحبّ لكلّ أبناء الجمهورية، داعين إيّاهم للحفاظ والحرص على إكثار الدّعوات والصّلوات، مع فتح أبواب أماكن العبادة في أيّ وقت والإتحاد معًا للتصدي للإرهاب، كما صرح به “الكاردينال” 23 بباريس.وجاء هذا اللقاء في اليوم الموالي من الاعتداء الإرهابي على كنيسة بسان دو روفري الكائنة بمقاطعة سانت ماريتيم بـ “لا نورماندي” قرب مدينة روان، حيث أقدم عادل كرميش (19 سنة) أحد المعروفين لدى الأجهزة الاستخباراتية برفقة شخص آخر لم تحدّد هويته، بعد على ذبح قس الكنيسة الأب جاك هاميل البالغ من العمر 86 سنة وجرح آخر، من خلال عملية احتجاز لـ5 رهائن انتهت بهذه التراجيديا والقضاء على المنفذين اللذين صنّفتهما “داعش” التي تبنّت الاعتداء بجندييها عبر وكالة “أعماق”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات