فعلا مصر كانت أكبر من أن يحكمها أمثال مرسي، الذي قسّم شعبه إلى قسمين: قسم يتظاهر ضده وقسم آخر يتظاهر لصالحه. وهذه في حد ذاتها صورة مؤسفة لنتيجة سياسية لحركة الإخوان المسلمين التي تأصلت 80 سنة كاملة، عاشت فيها هذه الحركة الويلات من الظلم والتعسف.. وعندما تصل إلى السلطة يتولاها من هو مثل مرسي!لكن مصر أيضا أكبر من السيسي... والدليل على ذلك أن السيسي برر عدم حضور القمة العربية في نواكشوط بموريتانيا، بسبب وجود معلومات مؤكدة للسيسي بأن هناك مؤامرة لاغتياله في نواكشوط، ولذلك لم يذهب إلى هناك! العذر فعلا أقبح من الذنب! السيسي الذي خرجت من يده ومن مصر مصائر القرارات في الجامعة العربية، التي هي بالأساس وطوال ستين سنة كانت جامعة مصرية وليس عربية... هاهو رئيس مصر أصبح ممنوعا من حضور حتى هذه القمة العربية حفاظا على أمنه!الجامعة العربية أصبحت جامعة خليجية ترتع فيها السعودية وقطر والإمارات... وتحولت مصر وغير مصر إلى أصفار في هذه الجامعة! لا وجود للعراق في الجامعة العربية من حيث التأثير، ولا وجود لسوريا بعد الكوارث التي حلت بها، ولا وجود للجزائر، ولا وجود يذكر لتونس... ولا أتحدث عن: السودان ولبنان واليمن.. فالجامعة تحولت إلى مشيخات للأمراء والملوك، وكل رؤساء الجمهوريات لا وجود لهم في الجامعة العربية.. حتى مصر أبعدت عن الحضور بواسطة حكاية التآمر على حياة السيسي! ولو كان للسيسي الحد الأدنى من الفطنة التي كانت لناصر والسادات أو حتى حسني مبارك لأصر على الحضور لهذه القمة بعدما قيل له إن حياته معرضة للخطر! رغم أن حضور مصر والجزائر في هذه القمة كعدم الحضور سواء بسواء. غرابة تبرير السيسي عدم حضور القمة لا تساويه سوى غرابة ذلك الأمير الذي تحدث عنه التاريخ بأنه اعتكف في قصره لا يخرج منه ولا يبرحه.. لأن هناك من أبلغه بأن محاولة قتله ستتم عندما يخرج من قصره! فقرر هذا الأمير الإغلاق على نفسه داخل القصر لسنوات حتى أصبح معزولا تماما عما يحدث في الخارج... فقام رجال دولته بإقامة حكومة أخرى خارج القصر، وأصبحوا يحكمون البلاد، والأمير قابع في القصر مكتفيا بالحكم المعزول في داخل القصر لا يدري ما يحدث في الخارج. أليست هذه هي حالة السيسي الآن وحالة بوتفليقة؟! وما الفرق بين سجن السيسي من طرف مصالح أمنه بالإشاعات وسجن مرسي من طرف سجاني السيسي!لا جواب عندي! ولكن صدق من قال: كم في مصر والجزائر من مضحكات؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات