دخل مصنع الإسمنت “سيلاس بسكرة”، الذي تشترك فيه كل من الشركة الفرنسية الرائدة في إنتاج مواد البناء “لافارج هولسيم” بنسبة 49 في المائة ومجمع الإخوة “سواكري” بنسبة 51 في المائة، حيز النشاط منتصف الشهر الجاري، بقدرة إنتاجية تصل إلى 2.7 مليون طن من الاسمنت سنويا.ويعد مصنع الاسمنت الجديد من أحدث مصانع مجمع “لافارج”، حيث تم تزويده بأكبر مصفاة نسيجية في العالم، وبأحدث المعدات التكنولوجية المستعملة في عمليات الإنتاج، التي من شأنها تخفيض استهلاك الطاقة الكهربائية بما نسبته 30 في المائة عن معدل الاستهلاك المرجعي، حسب ما جاء في بيان صحفي للمصنع.وبلغ الغلاف المالي المخصص لتشييد مصنع سيلاس، الذي استغرق إنشاؤه 21 شهرا، 33 مليار دينار جزائري، وبدخوله حيز الإنتاج سيرفع مجمع “لافارج” في الجزائر من طاقته الإنتاجية إلى 12 مليون طن سنويا، بعد أن كانت قدرته الإنتاجية في حدود 8.8 مليون طن سنويا، بغض النظر عن خلق 600 منصب شغل جديد.ويأتي الإفراج عن مصنع “سيلاس” الجديد في وقت يشهد فيه الميزان التجاري لسوق الاسمنت عجزا مقدرا بـ 4 ملايين طن، يتم استيرادها من خارج الوطن لتغطية الطلب المحلي المتزايد لتزويد مشاريع البناء والأشغال العمومية، خصوصا بعد فشل الشركة الوطنية لإنتاج الإسمنت “جيكا” بعين الكبيرة في الدخول في معاملات البورصة.من جهة أخرى، ساهم مصنع “سيلاس” الخاص، في التخفيف من حدة الضغط على الحكومة التي وجدت نفسها أمام خيارين اثنين أحلاهما مر للحد من استيراد مادة الإسمنت.الأول يتمثل في الاعتماد على خزينة الدولة لتمويل الاستثمارات الجديدة لصالح الشركات الوطنية لتوسيع نشاطها في مجال إنتاج الإسمنت والرفع من طاقتها الإنتاجية، وهو الأمر الذي كان مستبعدا نظرا لتراجع مداخيل الدولة جراء تهاوي أسعار المحروقات، أما الحل الثاني فيتمثل في مواصلة استيراد المادة من الخارج لتلبية الطلب المحلي الذي يشهد تزايدا بفعل مشاريع البناء، في ظل تراجع قيمة الدينار الجزائري أمام العملات الأجنبية الأخرى.وبالتالي تكون الحكومة قد ضربت عصفورين بحجر، الأول الغلاف المالي الذي خصصه كل من مجمع “لافارج” ومجمع “سواكري”، لإنشاء المصنع الذي بلغ 3 آلاف و300 مليار سنتيم، أما الثاني الرفع من الإنتاج المحلي بـ 2.7 مليون طن سنويا وتغطية البعض من العجز. وسيضاف مصنع سيلاس بسكرة الذي تشترك فيه “مجمع لافارج” بنسبة 49 في المائة ومجمع الإخوة “سواكري” بنسبة 51 في المائة، إلى مصنعي الإسمنت في ولاية المسيلة وعقاز بولاية معسكر اللذان بلغت طاقتهما الإنتاجية 8.8 مليون طن سنويا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات