يمثل مرفأ الصيد بكريشتل في وهران عينة عن سوء تسيير المشاريع الاقتصادية المهيكلة في السنوات الأخيرة خاصة في قطاع إنجاز الموانئ والمرافئ البحرية، من حيث تجاوز آجال الإنجاز، مراجعة التكاليف، استلام المشاريع دون استكمال الأشغال المدونة في الدراسات الأولية وإهمال المنشآت بعد استلامها.تنفس سكان كريشتل، المنطقة الساحلية الواقعة شرق وهران، الصعداء بعد انتهاء مشروع مرفأ الصيد الذي انطلقت أشغاله سنة 2007، لكن فرحتهم لم تدم طويلا بعد اكتشافهم أن المنشأة البحرية المنجزة تفتقد للعديد من المرافق والأجزاء المدونة في الدراسات الأولية والبطاقة التقنية لمشروع كان من المفروض إنهاؤه في آجال 18 شهرا، من طرف مجمع شركات جزائري - تركي (ميديترام- سوترامو وأسكا التركية)، قبل انسحاب شركتين وبقاء شركة ”ميديترام” العمومية لوحدها.في هذا السياق، أثار محترفو الصيد بقاء شطر من الطريق المؤدي للمرفأ على مسافة كيلومترين دون تهيئة وغير معبد ومملوء بالحفر، ما يصعب من مهمة الصيادين والزوار للالتحاق بالمرفأ، رغم الملايير المستهلكة لفك العزلة عن المنطقة وتكفل السلطات العمومية بشق طريق عبر المنطقة الغابية خصيصا للمشروع. كما يفتقد المرفأ لحظيرة لركن السيارات، رغم وجود مساحات واسعة غير مستغلة.وعلى غير عادة كل المنشآت البحرية المخصصة لنشاط الصيد في العالم، لايزال الصيادون ينتظرون إنجاز مخابئ خاصة بهم، كما كان مدوّنا في الدراسات والبطاقة التقنية لاستيعاب 130 قارب واستحداث قرابة 1000 منصب شغل. وتضمنت نفس دراسات مخبر الدراسات البحرية إنجاز حظيرة جافة للقوارب لتقليص الضغط عن مخطط الماء داخل المرفأ وتفادي الاكتظاظ على الأرصفة. كما يواجه المرفأ خطر انزلاق المنحدرات المطلة على الموقع، وهو ما يتطلب مباشرة أشغال أخرى لحماية المنشأة البحرية. وتفتقد المنشأة للحراسة، مع غياب ممثل عن مؤسسة تسيير موانئ الصيد بعين المكان أيضا، وهو ما يبين حالة الإهمال لمنشأة كلفت الكثير لإنجاز حاجز بحري بطول 300 متر وحوض مائي بمساحة 1.2 هكتار في المياه العميقة على عمق 5 أمتار.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات