"بلخادم لا يريد العودة إلى الأمانة العامة للأفالان"

+ -

اجتمعت، يوم الأحد، بعبد العزيز بلخادم ببيته، ماذا جرى بينكما من حديث؟ هل يرغب في العودة إلى قيادة الأفالان؟ لم ألمس لديه هذا، ولكن بالمقابل أظهر قلقا من الوضع الذي آل إليه الحزب، فهو لم ولن يتخلى عنه. مسار بلخادم النضالي في جبهة التحرير والرسمي في الدولة، كان مبنيا على انتمائه للأفالان. وقد حكّم بلخادم اللجنة المركزية طواعية، فيما يخص الشنآن الذي جمع أعضاء منها قبل سنة 2013. وأنا في المعركة التي أخوضها منذ ثلاث سنوات أحتكم لنفس الهيئة لفض النزاع داخل حزبنا. في بداية 2013 نطق الصندوق بتنحي بلخادم عن القيادة، وأنا من جهتي احترمت قرار اللجنة المركزية.ويرى بلخادم أن ما جرى منذ 29 أوت 2013 (وصول عمار سعداني إلى قيادة الحزب)، إلى اليوم، من ممارسات وتصرفات لا يمت بصلة للأفالان، وأنا أوافقه في هذا الرأي، ونحن متفقان على ضرورة عودة الحزب إلى مساره، ويكون ذلك بتطبيق قوانين الحزب وقوانين الدولة الخاصة بنشاط وحياة الأحزاب.هل قلق بلخادم يبقى مجرّد موقف، أم سيتبعه تحرّك في الميدان؟ هل ممكن رؤيته ينخرط في حربكم ضد سعداني؟ بلخادم ليس معنا في القيادة الموحدة، ونحن لسنا تحت وصاية أي أحد. كل ما في الأمر أن أعضاء باللجنة المركزية متذمرون من المهزلة التي يوجد فيها الحزب منذ 3 سنوات، وعازمون على إعادة الحزب إلى سكته التي حاد عنها. وهذا المسعى يتم وفق احترام تام للقوانين، فعملية اغتصاب الأفالان كانت مدبرة مع سبق الإصرار، ما دفعنا إلى التوجه للقضاء الذي ألغى الرخصة (الخاصة بلقاء فندق الأوراسي يوم 29 أوت 2013 الذي أفضى إلى وصول سعداني إلى الأمانة العامة، خلفا لبلخادم). فما وقع منذ أوت 2013 أن الحزب خرج عن القانون، وما تبعه من قرارات وإجراءات كانت خارج القانون، وخاصة المؤتمر المزعوم الذي عقد في ماي 2015.لم تجبني عن سؤالي.. هل وارد أن ينزل بلخادم إلى الميدان ليقود نشاطا ضد سعداني؟ هذا سابق لأوانه، ولكن عندما تجتمع اللجنة المركزية ويصبح لكل واحد فينا كامل الحقوق وعليه كل الواجبات، ستنظر فيما أصاب الحزب من وهن وستتحمل مسؤولية تصويب الاعوجاج.هل يوجد لقاء آخر مرتقب مع بلخادم؟ لا يوجد اتفاق على برمجة لقاء جديد. لقائي به الأحد الماضي، برفقة أعضاء معي في القيادة الموحدة، كان بطلب مني وجاء بعد أن ذكرني في بيان أصدره. ذكرني بلخادم مع عضو في الآفالان، تبيّن له أنه غادر القيادة الموحدة واختار مسارا آخر.تقصد عضو المكتب السياسي السابق، العياشي دعدوعة؟نعم.. بلخادم دعانا في بيانه إلى الابتعاد عن الفرقة والحفاظ على نفس النهج لأننا نبتغي، حسبه، نفس الهدف. كلام بلخادم صائب بالنسبة لي، أما الأخ الآخر (دعدوعة)، فهو من يعطيك رأيه فيما قال بلخادم.ما سبب خلافك مع دعدوعة؟ بالنسبة لي لا يوجد خلاف أبدا، فلا هذا الأخ ولا غيره وجّه لي لوما ولا أبلغني بشيء لا يرضيه.طيب ما الذي دفع بلخادم إذن إلى إصدار بيان بعد طول صمت، إذا لم يكن هناك شرخ في صفوفكم دفعه إلى ذلك؟ أنا لا أرى أي شرخ. فتصرف هذا الشخص (دعدوعة) ومعه ثلاثة أو أربعة أو خمسة أشخاص، كان نابعا من كونهم أحرارا في مواقفهم. لما أسسنا القيادة الموحدة للدفاع عن الحزب، لم نفرض على أي أحد الانضمام إليها، كما لم نقص أحدا يشترك معنا في الهدف. هؤلاء الإخوة رحبنا بهم لما انضموا إلينا، ولم نتذمر عندما اختاروا طريقا آخر. بالمختصر، لا نخشى الضعف في صفنا، بسبب رحيلهم عنا بعد أن اختاروا إطارا جديدا، أطلقوا عليه صفة “تصويب الحزب”. كل هذا لا يهمني، ما يهمني أن هدفنا قائم ويلقى التجند، وسنصل إلى النتيجة التي نريدها.هل حدثك بلخادم عن سبب تنحيته من منصب مستشار خاص لدى رئيس الجمهورية، وتصفية أثره من الأفالان، بقرار منسوب لعبد العزيز بوتفليقة؟ أبدا .. لم نتطرق إلى هذا الموضوع. عبد العزيز بلخادم عيّنه الرئيس في الوظيفة الرسمية، وهو من أنهى مهامه.طريقة تنحيته كانت غريبة.. أليس كذلك؟ لا غريبة ولا غامضة. البيان الذي صدر عن الرئاسة تناول الجانب النضالي الحزبي في مسار بلخادم.لم يكن بيانا من الرئاسة، وإنما مصدر منها نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية، بأن بوتفليقة قرر إقالة بلخادم وأن قيادة الأفالان مطالبة بإبعاده من هياكل الحزب.. هذا التدقيق مهم وأنا أنطلق منه. بمعنى أن نقل هذا القرار من شخص عن طريق وكالة الأنباء الجزائرية، يصبح عديم الأثر في الحزب. فنصوص الحزب ولجنة الانضباط به هي التي تفصل في مثل هذه القضايا وبطريقة منظمة. والذين توجهت إليهم التعليمة الخاصة بمصير بلخادم في الحزب، لم ينفذوها إلى يومنا. وحتى لو أرادوا تفعيلها، فموقع الأخ بلخادم القانوني والنضالي لا يسمح بتنحيته بمن دون أسباب.هل تعتقد أن المعني بتطبيق هذه التعليمة، وهو سعداني، كان بوسعه مخالفتها؟ رأيي أن هذه التعليمة غير موجودة أصلا. ربما هي شفوية وبقيت في حدود الإعلان عنها من طرف وكالة الأنباء. إذا تم نقلها شفويا من فم الرئيس، فمن يتلقاها سيعرف كيف يتصرف فيها. أما إذا كانت شفوية مصدرها مكان آخر، على المعني بتنفيذها التثبت من صحتها.تقصد أنه يوجد أشخاص يتحدثون بلسان الرئيس بوتفليقة، دون علمه؟ أنا لم أقل هذا الكلام. لا تضعني في موقع الذي يبحث عن صدام مع من ليس له ضلع في نزاعنا مع من اغتصب الأمانة العامة والمكتب السياسي للحزب، ومن منعوا انعقاد دورات اللجنة المركزية بالعنف والتماطل، ومن عقدوا مؤتمرا وهم لا يحملون الصفة التي تسمح لهم بذلك.هل مازلت مصرّا على أن السعيد بوتفليقة هو من يدعم سعداني؟ هذا الكلام لم يصدر أبدا لا عني ولا عن القيادة الموحدة، فأنا ليس لدي أي حساب شخصي أصفيه من أي أحد، بمن في ذلك سعداني.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات