سعى المغرب لتحويل أنظار العالم لقضية الصحراء الغربية المحتلة بعقد منتدى ”كرانس مونتانا” الاقتصادي في مدينة ”الداخلة” المحتلة، وقال دبلوماسي جزائري رفيع لـ ”الخبر” إن الرباط تناور من أجل تسويق صورة غير صحيحة عن الوضع على الأرض في الصحراء الغربية، وتجتهد بكل ما أوتيت من قوة لتحميل الجزائر سبب تماطلها في الانصياع لقرارات الشرعية الدولية. وبالنسبة للجزائر التي تقوم بحشد دعم الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، من خلال استضافة رؤسائها ورؤساء حكوماتها وإيفاد الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل إلى عواصم عدد من الدول الإفريقية، فإن محاولات المغرب لن تثنيها عن البقاء وفية لموقفها المؤيد لتصفية الاستعمار من القارة السمراء، على مقربة من اجتماع حاسم لمجلس الأمن حول الصحراء الغربية ومستقبل النزاع الذي دخل عامه الأربعين.ويقول نفس المصدر ”إن الرباط استقبلت على مضض، وبعد 10 أشهر من المنع، مبعوثي الأمم المتحدة للصحراء الغربية كريستوفر روس وكيم بالدوك (البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية مينورسو) وأذعنت للأمر الواقع”. ومن المنتظر حسب نفس المصدر ”أن يعرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الشهر المقبل، التقرير الخاص بالصحراء الغربية، ومناقشة مجلس الأمن وضع بعثة المينورسو المكلفة بالتحضير لاستفتاء تقرير المصير”.وتدرك الرباط أنها تقترب من خسارة تعاطف المجتمع الدولي معها، فاستبقت الاجتماع بمنتدى كرانس مونتانا لتسويق صورة مغايرة تماما للمترددين من مؤيدي طرح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، بعدما فشلت في سحب الثقة من المبعوث الأممي كريستوفر روس وتغييره.وتتخوف الرباط من التعرض لنكسة في حال أعاد تقرير بان كي مون النظر في مهام المينورسو، وإقرار تدابير إضافية ووضع آلية لمراقبة وضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، واقتراح أجندة زمنية لاستفتاء تقرير المصير.وكانت هيئات ومنظمات حقوقية قد طالبت الأمم المتحدة باتخاذ خطوات ملموسة من أجل حماية حقوق الإنسان في المناطق الصحراوية المحتلة، بسبب تزايد الضغوط والملاحقات المغربية ضد الناشطين الصحراويين.وما يعزز هذا الكلام، ما حملته رسالة ملك المغرب محمد السادس للمشاركين في منتدى ”كرانس مونتانا” أول أمس، دون أن يكلف نفسه عناء التنقل لمستوى الحضور الهزيل، ”إن الحدود التي ورثتها بلدان إفريقيا عن المستعمر لا تزال تشكل البؤر الرئيسية للعديد من الاضطرابات والنزاعات”، في إشارة إلى نزاع الصحراء الغربية. وأضاف أن ”أفضل حافز على الاندماج والتكامل بين الدول سيسهم في محو آثار التجزئة التي تعرضت لها القارة الإفريقية”، وهذا رد واضح على الرفض الجزائري القاطع لأي محاولة مساس بالحدود التي رسمها الاستعمار والمتماشي مع المواثيق الدولية.وقد أصيب منظمو المنتدى بخيبة أمل كبيرة عندما شاهدوا ضعف التمثيل واقتصاره على رئيس مقدونيا غير المعترف بها دوليا، ومسؤولين فرنسيين سابقين مثل دومينيك دوفيلبان وميشال آليو ماري، وجان لوي بورلو، ورئيس حكومة إسبانيا الأسبق خوسيه ثاباتيرو. ورغم ذلك لم يجد وزير الاتصال المغربي مصطفى الخلفي حرجا في إعلان نجاح المنتدى، واعتبره ”ردا قويا على خصوم الوحدة الترابية للمملكة”، في تلميح إلى الجزائر والمجتمع الدولي.وحتى قبل أن يختتم المنتدى جلسته الافتتاحية، جاء رد وزارة الخارجية الإسبانية ليقضي على مصداقية حضور رئيس الحكومة الأسبق ثاباتيرو الذي وصفه وزير الخارجية خوسي مانويل غارسيا مارغاليو، بأنه ”تم في إطار شخصي ولا يمثل موقف الحكومة الإسبانية”، مؤكدا بأن تنظيم المغرب للمنتدى في مدينة الداخلة المحتلة ”غير قانوني ويتنافى والجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل إيجاد حل للنزاع في الصحراء الغربية، والقائم على حل النزاع بضمان تقرير مصير الشعب الصحراوي”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات