الاعتقاد بالآخرة يؤدّي دوره الأساسي في إفاضة السّلام على روح المؤمن وعالمه، ونفي القلق والسّخط والقنوط.وإنّ الحساب الختامي ليس في هذه الأرض، والجزاء الأوفى ليس في هذه العاجلة. وإنّ الحساب الختامي هناك، والعدالة المطلقة مضمونة في هذا الحساب. فلا ندم على الخير والجهاد في سبيله إذا لم يتحقّق في الأرض أو لم نلق جزاءه ولا قلق على الأجر إذا لم يوفّ في هذه العاجلة بمقاييس النّاس فسوف يوفاه بميزان الله. ولا قنوط من العدل إذا توزّعت الحظوظ في الرّحلة القصيرة على غير ما يريد، فالعدل لابدّ واقع، {وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} غافر:31، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} فُصّلت:46.والاعتقاد بالآخرة حاجز كذلك دون الصّراع المجنون الّذي تداس فيه القيم وتداس فيه الحُرمات بلا تحرج ولا حياء. فهناك الآخرة فيها عطاء وفيها غناء وفيها عوض عمّا يفوت.وهذا التصوّر من شأنه أن يفيض السّلام على مجال السباق والمنافسة، وأن يخلع التجمّل على حركات المتسابقين وأن يخفّف السُّعار الّذي ينطلق من الشّعور بأنّ الفرصة الوحيدة المتاحة هي فرصة هذا العمر القصير المحدود!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات