دأب الجرّاح محمد بن عزوز على مدار 20 سنة على مساعدة آلاف المرضى، وخاصة الرجال منهم في علاج عديد المشاكل الصحية، مثل داء البروستاتا والتهاب الجهاز الجنسي، وكذا العقم عند الرجال، ليتولى في الوقت الحالي مسألة البحث في علم الجنس “أندرولوجي” عند الرجال لتأمين سبل الشفاء لهم، خاصة وأن هذا النوع من الأمراض شكّل حتى وقت قريب أحد طابوهات المجتمع الجزائري. ذلك هو الدكتور بن عزوز ابن مدينة ڤالمة الذي استقبلنا في مكتبه الكائن بحي “الثكنة القديمة”، وسط المدينة، ليحدثنا عن تجربته الممتدة لأزيد من عقدين من الزمن، عمل في بداياتها بمستشفى “ابن رشد” بعنابة و«الحكيم عقبي” بڤالمة، قبل أن يتحوّل إلى القطاع الخاص. وعن بداياته مع اختصاص كان الإقبال عليه محتشما حينها، قال محدثنا إنه كان بعد اجتيازه لمسابقة التخصص الطبي عام 1995 أين تم ترتيبه الرابع ضمن قائمة ضمت خمسين طالبا حينها، وكان هدفه من وراء اختيار هذا الاختصاص هو البحث في مجال طب الكلى والبروستاتا، بهدف إنقاذ المرضى من عملية تصفية الكلى بنزع الحجارة مباشرة من الكلى، زيادة على الكشف عن كل جديد فيما يخص جراحة العقم عند الرجال تحديدا.ورغم أن مرض البروستاتا لم يكن معروفا حينها، تمكن طبيبنا رفقة زميله الدكتور عبد اللي من البحث والوقوف عند كل جديد فيما يخص المرض ذاته، وكانا من بين الأوائل الذين عملوا في هذا المجال، فقد قاما بأزيد من 1000 عملية جراحية تنوعت بين طريقة الجراحة الكلاسيكية أو الجراحة بالليزر، والمعروفة باسم “ريزكسيون أندوسكوبيك”. كما تولى الجرّاح ذاته توفير التجهيزات الجراحية الخاصة بالمسالك البولية، منها “لوتيوكلاست”، إضافة إلى حرصه على تكوين الطاقم شبه الطبي، خاصة وأنه شارك ضمن عديد المؤتمرات العالمية ودورات للتكوين الطبي المتواصل في الخارج. عاد بنا الجرّاح بن عزوز إلى سنوات عمله بالمستشفيات، التي وصفها بـ “الصعبة”، خاصة خلال العشرية السوداء التي ارتبط فيها عمله بالجهد المتواصل ليلا ونهارا. ورغم ذلك، تمكن من تجاوز تلك الفترة بفضل “قدرة من الله منحنها إياه”، حسب قوله، ليضيف بأن مساره المهني توج بالتوصل إلى تعميم الاستفادة من علم الجنس أو الـ “أندرولوجي”، الذي شهد استجابة وسط فئة الرجال الذين يعانوا العقم بسبب أمراض معينة، ليؤكد بأن حالات القذف السريع الذي يعد أحد تلك الأمراض، تشكّل 20 في المائة من المعاينات الطبية، وهي نسبة كبيرة، إلى جانب 30 في المائة تمثلها حالات الضعف الجنسي، وهي نسب كبيرة تحتاج لأن تناقش بجدية، مرجعا أسبابها إلى عدم ممارسة الرياضة وتعاطي الكحول والتدخين. تحدث الدكتور بن عزوز أيضا عن جهوده الطبية فيما يتعلق بسبل علاج الالتهابات والميكروبات التي تصيب الجهاز الجنسي، واعتبر أن هذه الحصيلة تشكّل أهم الأمراض التي يعانيها الرجال عموما، مضيفا أنها جهود تحتاج إلى استمرارية وتكوين أجيال من الأطباء في هذا التخصص.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات