العلمانيون عندنا “سخفانين” لأن يكون عندنا جيش مثل الجيش التركي... “يَبُطّ” السلطة و”يبُطّ”عليها! والإسلاميون “سخفانين” لأن يكون للجزائر حكم إسلامي مثل حكم أردوغان في تركيا! والجزائر المسكينة “سخفانة” لأن يكون لها شعب مثل الشعب التركي، شعب حي وحيوي يبني بلده ويحمي بشجاعة ما يبنيه! ويمارس الشعب التركي بنجاح سلطته على الحكم والجيش معا!الجيش عندنا لا يعزل الرئيس بل يعيّن الرئيس “للشعب الأبي العظيم الشجاع” و”الحر والسيد” كما يقول زعماء الآفة والأرندي! والرئيس لا يعارك الجيش بل يعيد له الأمانة الرئاسية عندما تنتهي مهمته في خدمة من أتوا به ويصبح عالة عليهم! وليس عالة على البلد والشعب والجيش فقط؟!الرئيس عندنا دائما يعيّنه الجيش وينهي مهامه متى شاء باستثناء بومدين. ولذلك الرئيس عندنا دائما مثل ملكة بريطانيا يرأس ولا يحكم.. والجيش دائما هو الناخب الأول والأخير في الانتخابات الرئاسية... والشعب له فقط حق التزكية... ولهذا لا يحدث عندنا ما يحدث بتركيا إذا استثنينا حكاية الزبيري وبومدين في العفرون سنة 1967، والتي كانت تشبه إلى حد بعيد حكاية أردوغان مع مجموعة من الجيش التركي اليوم.في 1993 أرسلت وزارة الدفاع الجزائرية آنذاك مجموعة من الضباط السامين إلى تركيا لدراسة التجربة التركية في علاقة الجيش التركي مع الحركة الإسلامية الناشئة بقيادة أربكان!كثير من الناس عندنا يعيدون هيمنة الجيش عندنا على الحياة الساسية إلى الإرث الذي ورثته الجزائر من حكم الانكشارية للأيالة العثمانية في الجزائر.. أكثر مما يعود إلى ميلاد الجيش الجزائري قبل الدولة الجزائرية. ولكن الشيء المضحك هنا هو دعوة بشار الأسد أردوغان إلى اللجوء لسوريا؟!أكيد أن ما حدث في تركيا هذه الأيام سيزيد من متاعب الجزائر، لأنه قد يؤدي لاختزال وإسقاط مسار من المسارات قد تلجأ إليه البلاد إذا ادلهمت الأجواء.صحيح أن وضع الجزائر مختلف عن وضع تركيا كليا بخصوص علاقة الشعب بالحكم وعلاقة الحكم بالجيش! لكن أجواء الحل المصري لمعضلة الجزائر كانت مسألة غير مستبعدة!مصريو الجيش المصري والسيسي كادوا يطيرون من الفرح بما حدث في تركيا تماما مثلما فرح بعض العلمانيين الجزائريين لما حدث في تركيا.. ولكنها فرحة لم تدم وانكشفت الأمور عن كابوس قد يزيد من متاعب النظام وفي مصر بدرجة كبيرة.. وكذلك في الجزائر ولكن بدرجة أقل.. وكم أعجبني تعبير الأتراك الذين ناهضوا الانقلاب في بلدهم عندما قالوا: “تركيا ليست إفريقيا”!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات