"الإنقلاب محاولة أمريكية ضدّ خروج تركيا من المستنقع السوري"

38serv

+ -

 يعتقد المحلل السياسي المتابع للشأن السياسي في تركيا، نصر الدين بن حديد، أن قرار الرئيس التركي، طيب رجب أردوغان، الخروج من الأزمة السورية ربما يكون دافعًا ليد أمريكية يبدو أنها كانت تقف خلف الانقلاب.برأيك، هل أساء قادة الجيش توقيت الانقلاب في تركيا؟الانقلاب جاء ردّ فعل وليس فعل في حدّ ذاته، هو محاولة للوقوف ضدّ خروج تركيا من المستنقع السوري. أعتقد أن اليد الأمريكيّة بارزة جدًا في الانقلاب، وقرار الخروج من المأزق السوري من قبل تركيا والتطلع إلى الانفتاح على المحيط السياسي، يزعج الأمريكيين، ولذلك قلت إن اليد الأمريكية ربما تكون وراء الانقلاب.ما الّذي لعب ضدّ الانقلابيين، التغييرات الّتي حدثت في الجيش أم المنجز الاقتصادي الّذي دفع الشعب إلى التضامن مع المؤسسة السياسية؟الإنقلابيون رفضوا أو عجزوا عن تقديم وجه يظهر في الإعلام لتلاوة بيان الانقلاب، ومن ثمّة عجزوا عن تحويل منجزهم العسكري على الأرض إلى تجسيد سياسي، يعني حتى داخل الانقلابيين كان هنا ارتباك واضح منذ اللحظة الأولى، وهو أمر مغاير تمامًا لكلّ الصور النمطية للانقلابات، أيضًا المنجز الاقتصادي الّذي حقّقه أردوغان له دور في التعبئة ضدّ الانقلاب.كيف تتوقّع ردّ فعل الرئيس أردوغان، برأيك هل سيتجه إلى الانتقام أم مراجعة مواقفه؟الردّ الأوّل يكمن في إيقاف ومحاكمة الانقلابيين، ومن بعدها أو بالتوازي تطهير جهاز الدولة والجيش من أيّ نفس معارض. بدأ الأمر بعزل أكثر من 300 قاض، وعدد من جنرالات وضباط الجيش الّذين لهم صلة بالانقلاب، وهذا أمر سيحتاج بالتأكيد إلى وقت في المدى المنظور.كيف تفسّر تضامن أحزاب المعارضة مع المؤسسة الشّرعية عقب الانقلاب؟هناك مستوى من الوعي لدى الطبقة السياسية في تركيا بكاملها، بأنّ الانقلاب وبالاً على الجميع، طبعًا انطلاقًا من تجارب سابقة في الانقلابات الّتي شهدتها تركيا من قبل، هذا الوعي دفع الأحزاب الكبرى إلى رفض الانقلاب وكذلك جماهيرها إلى الخروج إلى الشارع، بمعنى أن هناك إجماع على أن الحياة السياسية أفضل من وضع الانقلاب.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات