+ -

توعّد الرئيس التركي أردوغان، المتورطين في الانقلاب بالرد المناسب. بينما ندّد خصمه فتح الله غولن، بمحاولة الانقلاب، نافيًا تورّطه فيها. من جانبه، أكّد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، أن الوضع في البلاد بات تحت السيطرة، وتوعّد بمحاسبة الإنقلابيين، داعيًا الشعب للبقاء في الشوارع درءا لأيّ محاولة تمرد جديدة. قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي بمطار أتاتورك: “إن المتورطين في الانقلاب سينالون الرد المناسب أيًا كانت المؤسسة التي ينتمون إليها”، مؤكّدًا أنّ المحاولة كانت تستهدف “الانقلاب على تضامن البلاد ووحدتها”.وقال أردوغان: “إن المجموعة التي قامت بمحاولة الانقلاب تلقت أوامر من الكيان الموازي”، مشيرًا إلى أن “مدبري المحاولة الانقلابية يتلقون أوامرهم من قادتهم في أمريكا”، في إشارة إلى زعيم جماعة الخدمة، فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة. وتابع يقول: “هذه العصابة حاولت احتلال مطار أتاتورك الدولي وحاولت تهديدي”، منوّهًا إلى أن “هذه العصابة حاولت قصف مكاني في مرمرة”. وشدد الرئيس التركي على محاربة “الكيان الموازي حتّى لو كان الثمن حياتنا”، معتبرًا أن “هذا التمرد سيؤدي إلى تنظيف الجيش التركي”. ومن جهته، ندّد الداعية فتح الله غولن، خصم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “بأشد العبارات” بمحاولة الانقلاب في تركيا، في بيان مقتضب أصدره قبيل منتصف، ليل أوّل أمس.وقال غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة “من المسيء كثيرًا بالنسبة لي كشخص عانى من انقلابات عسكرية عديدة في العقود الخمسة الماضية، أن أتّهم بأنّني على أيّ ارتباط كان بمثل هذه المحاولة” مضيفًا “أنفي بصورة قاطعة مثل هذه الاتهامات”.من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، في مؤتمر صحفي هو الأول من نوعه منذ الانقلاب العسكري ليلة أول أمس، إن ما حدث كان محاولة من قبل “هيكل مواز” في القوات المسلحة، وإنه أظهر أن لتركيا تجربة كبيرة مع الديمقراطية. داعيًا الشعب للاحتشاد في الميادين والشوارع في المدن والبلدات، ومعربًا عن شكره للشعب الذي قال إنه هو الّذي أحبط المحاولة الانقلابية، وإن إرادة الشعب أقوى من أيّ إرادة أخرى.وأوضح أنه تمت السيطرة والقبض على من وصفهم بمَن يشكّلون العمود الفقري للعملية الانقلابية وكبار مدربيها، متوعّدًا باتخاذ كلّ الإجراءات ضدّ مَن “حاولوا النيل من أمتنا”. ملفتًا إلى أن الأحداث أسفرت عن مقتل 161 وإصابة 1440 مقابل نحو ١٠٠ قتيلاً و أكثر من 30 مصابًا من الانقلابيين. مؤكّدًا أنّ حملة الاعتقالات ما زالت مستمرة، مشيرًا إلى أنّه تمّ اعتقال أكثر من ٣٠٠٠ عسكري، بينهم ذوو رتب رفيعة، لكنّه عاد وأكّد أنّ جميع الانقلابيين جرّدوا من رتبهم، واصفًا إيّاهم بالخونة. ولدى سؤاله عن احتمال اللجوء إلى عقوبة الإعدام بحقّ المتورّطين في المحاولة الانقلابية، قال يلدرم إنّ هذه العقوبة ليست واردة في الدستور، لكن البرلمان سيبحث إجراء تغييرات لضمان عدم تكرار ما حدث. وفي ظل الاتهامات لزعيم “الكيان الموازي” فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، دعا يلدرم واشنطن إلى تسليمه للسلطات التركية، مؤكّدًا أنّ أيّ بلد يدعمه لن يكون صديقًا أو حليفًا لتركيا. وفي السياق، أعلنت السلطات التركية، تحرير رئيس هيئة الأركان خلوصي آكار من أيدي الانقلابيين. وقبل ذلك، عيّنت قائد الجيش الأول أميت دوندار الّذي أعلن رفضه للانقلاب قائمًا بأعمال رئيس هيئة الأركان. كما أعلنت وزارة الداخلية التركية، أمس، في بيان لها، أنّ قوات الأمن التركية نفّذت عمليات ضدّ منتسبي المنظمة الإرهابية في عموم البلاد، وتمكّنت من توقيف 754 منهم ممّن تغلغلوا في صفوف القوات المسلحة التركية، على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة.وقرر المجلس الأعلى للقضاة إسقاط عضوية 5 من أعضائه، إلى جانب قرار بعزل 2745 قاضيا، وإيقاف 10 أعضاء من المحكمة الإدارية العليا. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول في وقت متأخر من مساء أوّل أمس، محاولة انقلابية فاشلة نفّذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع لما تسمّى “منظمة الكيان الموازي” التي يديرها فتح الله غولن، حاولت خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة في أنقرة وإسطنبول وكذا المطارات. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، استجابة لنداء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من خلال “سكايب” بهاتفه الجوال، حيث توجّه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان ومديريات الأمن والمطارات والتلفزيون الرسمي، ممّا أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب، الأمر الّذي ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات