+ -

هل تعتقدون أن هذا الاعتداء يعدّ هفوة أمنية من قبل القوات، خاصة وأنها نجحت في تأمين الحدث الأوروبي لتظاهرة اليورو 2016 التي احتضنتها فرنسا طيلة شهر كامل منذ 10 جوان إلى غاية 10 جويلية؟ نعم، الهفوة الأمنية موجودة بكل تأكيد، خاصة أننا رأينا نجاحا طيلة اليورو 2016، وكان هناك ارتخاء وطمأنة نوعًا ما من قبل فرانسوا هولاند إلى أن تفاجأنا البارحة باعتداء نيس. كان ينبغي أن تبقى القوات الأمنية على حالة تأهب قصوى إلى ما بعد مرور احتفالات عيد الجمهورية. وحتى رئيس منطقة ألب، ماريتيم كريستيان إستروزي، تساءل عن الخلل الأمني والتقصير الموجود، خاصة بعد تسلل الشاحنة إلى شارع “لابرومناد دي زونغليه”.أتمنى أن تعالج الحكومة هذا الارتخاء لاسيما أن الجهات الرسمية تريد أن تغطي على هذه الهفوة. زاد عليها الخطأ الذي ارتكبه فالس في خطابه عندما قال على “الفرنسيين أن يتعوّدوا على الإرهاب”، ومن مسؤوليته أن يضرب هذا الغول الذي يفتك الناس وليس تهويلهم والتهرب من المسؤولية.فرانسوا هولاند في حوار تلفزيوني له كان قد أعلن إنهاء حالة الطوارئ يوم 26 جويلية الجاري ثمّ مدّدها إلى 3 أشهر. فما تقييمكم لهذه الحالة؟ يمكن القول إنّ حالة الطوارئ كانت ناجحة نوعًا ما، لكن كما يقال الأمور بالخواتيم. ثم في آخر المطاف خرج هولاند بشكل مطمئن وقال إنه سينهي حالة الطوارئ إلى غاية مفاجأة ليلة أول أمس بنيس. فربما يمكننا القول أن فرنسا فشلت في أماكن أخرى أو في منطقة نيس بالتحديد. كنا نقول بأن الإرهاب لن يذهب إلى أقاليم أخرى بعيدة وخاصة في الجنوب، لكن للأسف فرنسا أصبحت مستهدفة بكاملها. وللأسف سيناريو مريع مرتقب في الأيام القادمة تزامنًا مع رئاسيات 2017 ما لم يحدث استباب في الأمن. وأعتقد أن كل الجمهورية اليوم من أولويات القوات الأمنية.سؤال يعيد طرح نفسه أثناء كل هجوم إرهابي، لماذا فرنسا بالذات في أوروبا؟ حقيقة لماذا فرنسا بالذات، الإجابة على هذا السؤال تتطلب تحليلاً كاملاً وشاملاً. ربما يرى هؤلاء في فرنسا رمزية الدولة العظمى وأيضًا علاقتها المباشرة في التدخل في سوريا ومالي. فهذا التواجد العسكري يشجّع هذه الخلايا على القيام بهذه الاعتداءات، إلى جانب فتح فرنسا أبوابها لكل الوافدين وحتى اللاجئين. وربما هي وجهة لمن يعتنقون هذه الأفكار المتطرفة، يتم استهداف الشباب الهش منهم. بالإضافة إلى موقف فرنسا من الإسلام بالنسبة لقانون الحجاب لسنة 2004 والتضييق على المسلمين. فكل هذا يدفع بهؤلاء إلى الجنون. ونقطة أخيرة أيضًا يجب التركيز عليها: هؤلاء هم أبناء فرنسا ومنهم من كان رهن الحبس، ربما دفعهم الضغط النفسي وضغط الحياة للخروج من هذا الواقع المرير.. فهم يتمسكون بمثل هذه الأمور للأسف الشديد.. هذه الأفكار المتطرفة موجودة ويجب محاربتها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات