اختراق موقع "أونيك" يربك قرابة مليون ممتحن في "الباك"

تعرّض موقع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات “أونيك”، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، إلى عدة محاولات اختراق بالموازاة مع موعد الكشف عن نتائج امتحان نهاية التعليم الثانوي “بكالوريا” دورتي ماي وجوان 2016 الذي كان مبرمجا في حدود الساعة الثامنة مساء، ما جعل التلاميذ وأولياءهم يعيشون قلقا وتوترا كبيرين أمام شاشات الكمبيوتر في انتظار معرفة النتائج. اعترف المفتش العام لوزارة التربية الوطنية، نجادي مسقم، أمس الأربعاء، باختراق موقع “أونيك” من طرف “أطراف” قال إنهم أرادوا التشويش على العملية و”تكسير الامتحان”، وذكر أيضا أنها نفس الأطراف التي شاركت في تسريب مواضيع امتحان نهاية التعليم الثانوي في دورة ماي المنصرم، مؤكدا أنهم ترقبوا الموعد المحدد من طرف الوزارة الوصية من أجل مهاجمة الموقع إلكترونيا.غير أن المسؤول نفسه اعترف “ضمنيا” خلال تنشيطه لندوة صحفية بمقر الوزارة، أمس، بعجز الوزارة الوصية والديوان الوطني للامتحانات والمسابقات “اونيك” عن التحكم في الوضع.ففي رده على سؤال حول سبب تدخل الديوان البعدي وليس القبلي، عبر تأمين الموقع، قال في تصريح غريب: “المرة المقبلة نقولو بداية من الساعة الثامنة”! ما يعني عدم تحديد الموعد بدقة! لكي لا يقع مسؤولو الوزارة الوصية في إحراج تأخر اشتغال الموقع بسبب الاختراق! غير أن المصدر نفسه استدرك بالقول إن “مصالح الوزارة ستتخذ إجراءات جديدة لتفادي الحادثة”.ولقد وجد التلاميذ والأولياء صعوبات جمة في الولوج إلى الموقع الإلكتروني للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات للتعرف على نتائجهم، الأمر الذي جعلهم يعيشون على الأعصاب لمدة تفوق الساعتين، قبل أن يتم التحكم في الوضع واشتغال الموقع بداية من الساعة العاشرة مساء.وفي الوقت الذي انتظر البعض أمام حواسيبهم، فإن آخرين تنقلوا إلى المؤسسات التربوية التي يدرسون بها للاطلاع على القوائم التي أمرت وزارة التربية بتعليقها ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء.وبمجرد ظهور النتائج، خرج الآلاف من التلاميذ للاحتفال في الشوارع بالنجاح في الامتحان، الأمر الذي تسبب في وقوع حوادث مختلفة في بعض الوِلايات، خاصة أن المعنيين استعملوا المفرقعات والألعاب النارية.وحول النتائج النهائية لامتحان “البكالوريا”، ذكر نجادي أن النسبة المسجلة، وهي 49.79 بالمائة، “مقبولة” نظرا لحادثة التسريبات التي أربكت المترشحين، سواء تعلق الأمر بالمواضيع الحقيقية أو تلك المزورة التي تسببت في مكوث المترشحين لساعات أمام شاشات الكمبيوتر لترقب نشر المواضيع وحلها.وتم تسجيل 1006 حالة غش خلال امتحان نهاية التعليم الثانوي، حيث سيتم إحالة ملفات المعنيين على لُجنة خاصة على مستوى الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات “أونيك” من أجل إصدار الحكم النهائي في حقهم، فيما تم تسجيل نسبة نجاح بين الإناث فاقت 66 بالمائة، أما بالنسبة لترتيب الولايات فقد احتلت ولاية تيزي وزو المرتبة الأولى بنسبة 76.17 بالمائة، وبومرداس 75.76 بالمائة ثم ولاية قسنطينة بـ74.96 بالمائة.وعن التحقيق في المتسببين في حادثة التسريب، قال المسؤول نفسه إن الملف لايزال في التحقيق وإن الوزارة الوصية أوقفت المتورطين “تحفظيا” إلى غاية اتخاذ قرارات أخيرة بشأنهم بعد صدور حكم العدالة. وأكد نجادي مرة أخرى أن الطعن في نتائج “البكالوريا” غير مقبول، ولا يتعلق إلا بالتلاميذ الذين وردت أخطاء ظاهرة في كشوف نقاطهم واحتساب العلامات المحصل عليها في المعدل العام.