+ -

وصل القاهرة الفريق أول خليفة حفتر، قائد قوات الجيش الليبي، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين المصريين حول الأوضاع العامة في ليبيا، خصوصًا المواجهة المستمرة مع التنظيمات الإرهابية، وتوازيًا مع وصوله، بدأ أمس، المبعوث الدولي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، زيارته للقاهرة تستمر ثلاثة أيام، حيث التقى عددا من كبار المسؤولين في الحكومة المصرية والأمين العام لجامعة الدول العربية، إضافة إلى شخصيات ليبية، لبحث آخر التطورات على الساحة الليبية والسعي إلى استئناف الحوار السياسي. كشفت مصادر مؤكدة لـ«الخبر”، بأن اللواء خليفة حفتر عقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من كبار المسؤولين والشخصيات المصرية لكسب المزيد من الدعم والتعاون مع القاهرة، حيث يرى مؤيدوه في اتفاق صخيرات وحكومة الوفاق الوطني التي تمخّضت عنه، مسعى واضحًا لاستبعاده من المشهد السياسي، بينما يقول محللون إن زيارات حفتر المتلاحقة للقاهرة تؤكد أنه في ورطة، وأنه يريد مزيدًا من الدعم لإنجاح مهمته في بنغازي.في نفس الوقت، أجرى المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، سلسلة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين المصريين، في محاولة للدفع بحكومة الوفاق الوطني والبحث عن وسيلة لاعتراف البرلمان الليبي بحكومة الوفاق، حيث تعتبرها الأطراف الداعمة للبرلمان بأنها “غير دستورية”، في حين عبّر كوبلر عن سروره لانتقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق من قاعدة أبوستة البحرية إلى مقر رئاسة الوزراء بطريق السكة في العاصمة طرابلس.وفي السياق، استبعد المحلل السياسي الليبي، عبد الباسط بن هامل، لقاء خليفة حفتر بالمبعوث الأممي بالقاهرة، ووصف زيارة حفتر بـ«الطبيعية” بصفته القائد العام للجيش الليبي، في إطار التعاون والتنسيق والدعم الذي تقدمه مصر، من معلومات ودعم لوجيستي وتدريب جنود ليبيين على الأراضي المصرية، داعيًا دول الجوار الليبي الست، وعلى رأسهم الجزائر بمساندة الجيش الليبي في حربه ضدّ الإرهاب، واستطرد قائلا في حديث خصّ به “الخبر”: “زيارة حفتر للقاهرة ليس لها علاقة بعملية إقصائه أو إبقائه في المشهد السياسي، بل من أجل الحفاظ على الجيش الليبي وقواته التي تحارب الإرهاب في بنغازي منذ ما يقرب من السنتين، ويبلغ الشريط الحدودي بين مصر وليبيا أكثر من ألف كيلومتر، بينما يغيب دور الجيش وحرس الحدود المنهك في الأحداث الداخلية، بما يستدعي وقوف مساندة مصر للجيش الليبي لحماية حدودها”.وقال المحلل الليبي، إن قوات اللواء خليفة حفتر تعاني من عزلة دولية، بسبب حظر السلاح عن شرق ليبيا، بينما لم يتوقف خط إمداد المجموعات المسلحة وتتلقى الدعم من خلال منافذ بحرية وبرية، ويرى بأن نجاح قوات البنيان المرصوص راجع لسرعة العمليات العسكرية وضعف تعداد داعش في سرت، وحصولها على دعم خارجي باعتبارها القوات الشرعية، وتسهيلات ودعم لوجستي ومخابراتي والمال، بالإضافة إلى مشاركة قوات النخبة البريطانية، مطالبًا بضرورة رفع حظر السلاح عن الجيش الليبي لإنهاء الأزمة وإعادة الاستقرار والأمان للبلاد. وربط بن هامل زيارة حفتر وكوبلر إلى القاهرة بجلسات الحوار المقررة في تونس الأسبوع المقبل، وأضاف “هذه اللقاءات تأتي قبيل انعقاد جلسات الحوار في تونس، في محاولة للدفع بحكومة الوفاق، حيث يسعى كوبلر من خلال الجامعة العربية والقيادة المصرية، لإعطاء دفع للبرلمان والاعتراف بحكومة الوفاق، حيث تعتبرها الأطراف الداعمة للبرلمان غير دستورية، وأؤكد بأنه لن يتم الاعتراف بها إلاّ إذا تحيدت وابتعدت عن كافة الميليشيات للحفاظ على كينونة الجيش الليبي الذي تساويه وللأسف بالميليشيات”.وانتقد محدثنا طريقة عمل المبعوث الأممي إلى ليبيا، وقال “كوبلر يتحرّك وكأنه وزير خارجية لا مبعوث دولي، ويبحث فقط عن دعم حكومة الوفاق، وإقناع مجلس النواب لمنحها الشرعية، وهذا سيكون محور النقاش والتباحث في اجتماع تونس بين كافة الأطراف السياسية لإيجاد مخارج للمأزق الذي وقعت فيه الحكومة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات