38serv

+ -

 قاسم العديد من أعضاء الجالية الجزائرية، ليلة أول أمس، في العاصمة الفرنسية باريس، البرتغاليين في المهجر فرحة الفوز بكأس أمم أوروبا 2016، حيث عمت الشوارع الباريسية بالمشجعين البرتغال إلى جانب نظرائهم الفرانكو ـ جزائريين الذين تدفقوا من منطقة المشجعين المخصصة لهم داخل باحة برج إيفل مباشرة بعد انتهاء المباراة بفوز رفقاء كريستيانو رونالدو. علت هتافات “وان تو ثري فيفا لالجيري” ممزوجة بالأغاني البرتغالية والزغاريد الجزائرية والتصفيرات اللشبونية وأعلام البلدين في الهواء الطلق، كما امتزجت الفرحة بطعمي التحدي والثأر المشتركين بين مشجعي الجاليتين، أولا البرتغالية التي لم تكن تحلم بالظفر بالكأس وتحدت طيلة شهر باقي المنتخبات الأخرى رغم تصنيفها في المركز الأخير في مجموعتها وإجماع الجميع على عدم تحقيق الفوز وكذا إصرارها على الثأر والانتقام لخسارتها الكأس واللقب سنة 2004 بأراضيها، لتنتزعه عشية أول أمس بأرضية “ستاد دو فرانس” تحت أنظار الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند والجمهور الفرنسي، وقابلها الشعور ذاته باختلاف الأسباب لدى البعض من أعضاء الجالية الجزائرية، حيث كان ذلك الفوز بالنسبة لهم فرصة سانحة للتعبير عن تذمرهم لإقصاء الناخب الفرنسي ديديه ديشان اللاعب الدولي الفرانكو جزائري ومهاجم الريال، كريم بن زيمة، من هذه البطولة كأس أمم أوروبا 2016.وعاش المشجعون أجواء من الفرحة والبهجة طيلة ليلة كاملة، حولت شوارع العاصمة الفرنسية إلى ألوان الراية البرتغالية شع بها أيضا برج إيفل مباشرة بعد انتهاء المقابلة ومقاطعاتها حيث يقطن أكبر عدد من أعضاء الجالية البرتغالية على رأسها مقاطعة إيسون حيث يوجد حوالي 34 ألف ساكن من أصل 80 ألف أحيوا عرسا كرويا وسط الأهازيج والأبواق منقطع النظير، بمعية البعض من أعضاء الجالية الجزائرية.عائلات جزائرية تبكي لإخفاق الديكة وأخرى تفرح لتتويج البرتغالوتباينت هذه الأحاسيس من فرد إلى آخر وسط أعضاء الجالية الجزائرية خاصة الشباب منهم، ذلك ما لمسته “الخبر” لدى مرافقتها عائلة محمد نياف الجزائرية بمقاطعة مولين 77 في متابعة المقابلة النهائية لكأس أمم أوروبا 2016، حيث فضلت هذه الأخيرة دعوة 5 عائلات أخرى لمتابعة اللقاء الكروي وسط أجواء عائلية، لكنها لا تشجع الفريق ذاته رغم اشتراكها في الانطباع نفسه المتعلق باستيائهم لعدم مشاركة كريم بن زيمة في البطولة، حيث قالت السيدة شفيقة من عائلة خيثر إنها ليست مع التصرف غير الخلقي الذي ارتكبه اللاعب الدولي، لكنها تعتقد بأنه خطأ فقط لا تؤدي عقوبته إلى حد إقصائه من البطولة، مضيفة أنها تشجع الديكة رفقة ابنها هشام، فيما يشجع زوجها الطاهر وابنتها كاميليا وحماتها الحاجة خيرة الفريق البرتغالي.وظهرت علامات الإحباط على وجوه أفراد هذه العائلات بمعية أطفالها الصغار آخرهم البرعم مهدي يبلغ من العمر 6 سنوات بمجرد انتهاء الشوط الأول لعدم تحقيق أي نتيجة في كلا الفريقين، ثم تابعت هذه الأخيرة الشوط الثاني على الأعصاب والتوتر نوعا ما. فالبنسبة لمشجعي الزرق أو الديكة تعلو أصواتهم بمجرد تضييع فرص التسجيل وخاصة عند لقطة ارتطام الكرة بقائم المرمى بعد تسديدة “جينياك” دقائق قبيل انتهاء الشوط الثاني من الوقت الرسمي، فيما كان قد فقد مشجعو المنتخب البرتغالي الأمل نهائيا مباشرة بعد مغادرة “كريستيانو رونالدو” أرضية الملعب في الدقيقة التاسعة بعد انطلاق المباراة، إلى أن أحدث “إيدر” المفاجأة وحرر قلوب هؤلاء العالقين خاصة الحاجة خيرة التي كانت تساند البرتغال لأن ابنها يشجع الفريق، وكنّتها ووالدتها الحاجة نوارة مع الديكة.وانفجر الأطفال “لينا” و«مهدي” وأمهما “دالفين” بالبكاء مباشرة بعد الإعلان عن انتهاء المقابلة وتحسروا على خسارة الديكة، وبعدها بدت علامات من الحزن على وجوه البعض منهم، فيما صفق وزغرد الآخرون فرحة لفوز البرتغال، حقا أدهشتنا تلك الأجواء المزدوجة والممزوجة بين الفرحة والحزن في آن واحد.تجدر الإشارة إلى أن الفرنسيين استفاقوا نهار أمس على خيبة الأمل وعلى وقع صدمة الشعور بالهزيمة لفقدانهم اللقب وعدم تمكنهم من تحقيق الفوز والظفر بكأس الأمم الأوروبية، لكن حسب المحللين الرياضيين فمنتخب الديكة محظوظ جدا بوصوله إلى المرحلة النهائية واحتلاله المركز الثاني، كما أنه لم يواجه طيلة المنافسة فريقا صعبا وفوزه على المنتخب الألماني حالفهم فيه الحظ أكثر من المهارات على أرضية الملعب.لكن الهزيمة لم تمنع الجمهور من التصفيق على رفقاء بول بوغبا وغريزمان الذي تنحدر أصول والدته من البرتغال.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات