حينما تحصلت على شهادة البكالوريا بداية السبعينات، واختارت أن تتخصص في طب الأسنان، كانت من بين القلائل الذين شكلوا طلبة دفعة تلك السنة الذين لم يكن عددهم يتجاوز الـ70 طالبا، تلك هي البروفيسور سي أحمد فاطمة، رئيسة مصلحة تقويم الأسنان بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، التي اختارت مهنة طب الأسنان ودرستها بكلية الطب بالجزائر العاصمة، وكانت ضمن دفعة شملت 1000 طالب درسوا سنة مشتركة بين الطب والصيدلة وطب الأسنان، ليتخرج من بينهم 250 طالب توجهوا نحو الاختصاصات الثلاثة حسب رغباتهم، لتختار هي طب الأسنان وتكون من ضمن 70 طالبا اختاروا وقتها التخصص ذاته، وتنتقل بعد 5 سنوات من دراسة طب الأسنان إلى تخصص تقويم الأسنان، وتتحصل بعدها على رتبة أستاذ مساعد في تقويم الأسنان، وهي المهنة التي مارستها بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، وتواصل مشوار البحث والدراسة بتحصيلها لدكتوراه الدولة خلال الثمانينات ثم رتبة أستاذ، وبعدها أستاذ رئيس قسم بعد اجتيازها للمسابقة في منتصف التسعينات، لتتولى رئاسة قسم تقويم الأسنان بالمستشفى ذاته، وتشهد تخرج آلاف الطلبة على يدها، خاصة وأن ذات التخصص يشهد سنويا تخرج 800 طالب بمصلحتها تشرف هي على تخرجهم، إلى جانب إشرافها على طلبة طب أسنان من سلك الجيش الوطني، تتولى سنويا تكوينهم بمصلحتها بمستشفى مصطفى باشا باعتباره مركزا استشفائيا جامعيا يحوي عتادا طبيا خاصا لا يتوفر بمراكز أخرى، خاصة وأنها استفادت من دورات تكوين طبي متواصل في اختصاصها بكل من فرنسا، وأمريكا، وانجلترا وسويسرا، حرصت على نقلها لطلبتها في هذا الاختصاص، الذي شهد ثورة تكنولوجية، سواء في مجال طرق التكفل أو المواد المستعملة في حد ذاتها، وهو التخصص الذي وصفته البروفيسور سي أحمد بـ “الصعب والدقيق”، خاصة وأنه يتطلب من طبيب الأسنان متابعة طويلة ومكثفة للحالة الإكلينيكية التي يشرف عليها، زيادة على تكلفته الكبيرة، حيث أن وضع مساكات لتقويم أسنان لا يقل عن 150 ألف دج.ويبقى حبها لمهنتها وحرصها على متابعة الطلبة الذين تعتبرهم أفرادا من عائلتها، أهم اهتماماتها في الحياة اليومية، خاصة وأنها تقضي معظم وقتها بين الممارسة من جهة، والتدريس بكلية طب الأسنان من جهة أخرى.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات