+ -

 الرسالة الأخيرة الصادرة عن الرئاسة لا تعكس الأسلوب الذي يسيّر به الرئيس بوتفليقة البلاد عندما كان على “ديدانه” يتابع الأمور عن كثب:1- ركاكة الأسلوب الذي كتبت به الرسالة يدل على أن الرئيس لم يراجع هذه الرسالة بعد كتابتها أو لم يراجعها بالجدية المطلوبة والمعهودة عنه. لذلك جاءت الرسالة مليئة بالأخطاء، إما أنها صادرة عن وكالة الأنباء الجزائرية التي بثت الرسالة للرأي العام أو أنها صادرة عن الذين كلفوا بكتابة الرسالة في رئاسة الجمهورية. وفي الحالتين تتضح جليا حالة الإهمال والتسيب الخطير التي تمس قضايا حيوية، مثل المس بالقناة الوحيدة التي يخاطب عبرها الرئيس الشعب الجزائري وهي الرسائل.2+ - هل الرئيس في حاجة لأن يدافع عن نفسه وعن برنامجه برسالة طويلة وركيكة كهذه التي نشرت باسمه؟! لا نعتقد أن الرئيس بوتفليقة وصل به الحال إلى حد أنه يقوم بتقديم حساب للشعب الجزائري عن مسؤولياته في حكم البلاد في رسالة مؤسفة كهذه التي نشرت باسمه؟! فالرئيس الذي طوال فترة حكمه تسامى عن الشعب والمؤسسات ولم يحدث أن قدم الحساب أمام أية جبهة، من البرلمان إلى الحكومة، بل وحتى الشعب عندما كان يترشح ويقدم نفسه له في كل مرة، فلم يحصل أبدا أن قدم للشعب الحصيلة التي تخص حكمه..  فكيف يقدم اليوم مثل هذه الحصيلة الهزيلة والركيكة؟!3- هل حقيقة الرئيس، الذي نعرفه جيدا، قد تبربر وتمزغن حتى أصبح يرى في الأمويين والعباسيين نماذج لا تختلف عن الغزو الفرنسي للجزائري في 1830؟! فإذا كان حال الأمويين والعباسيين اليوم لا يشرّف أمثال بوتفليقة أو الذين كتبوا له هذه الرسالة الفضيحة، فإن الجزائر (على ضوء هذه الرسالة) مدعوة لأن تضع 1200 سنة من تاريخها موضع تساؤل؟!4- الرسالة فعلا عبثية وغير مسؤولة، وتعكس في العمق مدى الخواء السياسي والمعرفي الذي أصبحت عليه مؤسسة الرئاسة. فالرئيس الذي كنا نعلّق عليه آمال إخراجنا من التخلّف خلال عشرية واحدة، أصبح يقول لنا في رسالة: “بنيت لكم سكنات “البِدونفيل” الصلب، ودفعت عنكم المديونية، وغيرت لكم الهوية”. وتلك إنجازاتي العظيمة عظمة هؤلاء المستشارين الذين كتبوا هذه الرسالة باسمه! كل يوم نكتشف مع هؤلاء العباقرة الذين يكتبون مثل هذه الرسائل للرئيس وينشرونها باسمه.. كل يوم نكتشف فصولا جديدة من العبث ليس بسمعة الرئيس والرئاسة والبلاد فقط، بل وصل الأمر إلى مستوى العبث بالهوية والتاريخ... ومازال العبث يتواصل؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات