هبة تضامنية للملمة جراح يتامى جريمة قتل أم على يد زوجها

38serv

+ -

بعد تناول “الخبر” لمأساة العائلة، ضحية جريمة القتل التي أودت بحياة الأم على يد زوجها بقرية السباغات التابعة لبلدية سبت عزيز جنوب غربي المدية، مخلّفة ثمانية يتامى وأبا في السجن، أغلبيتهم قصّر، سارع العديد من المحسنين من أهل المنطقة، كما من خارجها، إلى تقديم يد العون والإحسان للعائلة الجريحة، قبيل وخلال مناسبة عيد الفطر.

ينتظر الكثير من وعود المساعدة لتجسيدها بعد العيد، حسب الاتصالات العديدة التي تمت بالكثير من الساعين إلى تقديم المساعدة لها، وفي مقدمتها تمكين الأبناء الثمانية من مأوى لجمع شملهم، بعد أن هجروا بيتهم القروي ولم يعد بإمكانهم التفكير في العودة إليه، ليس لمشهد رعب الجريمة التي ألمت بهم في رحابه فحسب، بل لافتقاره كذلك لأدنى شروط الحياة، كغياب الماء وعدم اكتمال بنائه.وحسب مقربين من العائلة، فإنها قضت عيد الفطر مشتتة بين قريبين، أحدهما يقطن ببرج الأمير بولاية تيسمسيلت، فيما أوى الجزء الآخر قريب لها بمقر بلديتها الأصل، الشيء الذي تفاعلت له وجوه خيرة من سكان البلدية، عاقدة العزم على التوجه بمناشدة جماعية إلى سلطات بلدية ودائرة سبت عزيز بغرض حثها على تقديم يد المساعدة لهؤلاء اليتامى، من خلال منحهم سكنا اجتماعيا وإيجاد فرصة عمل للشقيقتين الكبريين لتمكينهما من التكفل بباقي أشقائهن الأصغر سنا وإنقاذهم من ضياع لا يرحم، بين عودة مستعصية لبيتهم القروي وتشرد لازال ماثلا في أفقهم رغم المساعدات المادية والنفسية التي التفت حولهم منذ وقوع الجريمة.وفي اتصال بـ “الخبر”، قال محسنون إنهم على أتم الاستعداد لزيارة العائلة والإطلاع على حالتها، حتى يتمكنوا من مواساتها وتقديم يد العون لها بأنفسهم، عقب عيد الفطر. فيما وجه آخرون انتقاداتهم للواقع المعيشي الذي آلت إليه أوضاع مثل هذه العائلات التي يسحقها الفقر في الظل، التي لازال حياؤها القروي حائلا بينها وبين الكشف عن أوضاعها، والجهر بمرارة الحرمان من أبسط ظروف الحياة، لتبقى عرضة لوقوع هذه المآسي في البراري النائية والمعزولة التي لم تنعم بعد باستقرار مطمئن وقد فقدت قدراتها على التأقلم مع قسوة كسب الرزق، بعد أن سلبتها الأزمة الأمنية كل ما تملك وكل حافز لها على البقاء بتلك القرى، إذ لم تحظ باهتمام استثنائي من قبل المسؤولين والمنتخبين المحليين، علما بأن أرياف المدية شهدت إبان الأزمة الأمنية هجرة ونزوح أزيد من 18 ألف عائلة أخليت معها 500 قرية، شهد بعضها عودة تدريجية للسكان، لكن لا زالت الجروح والصدمات تلاحق أهلها أينما حلوا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات