38serv

+ -

لم يتجاوب طيف واسع من أحزاب المعارضة مع رسالة الرئيس بمناسبة عيد الاستقلال والشباب، التي دافع فيها بوتفليقة عن “حصيلة” حكمه، ردا على المتسائلين عن مصير صرف أزيد من 800 مليار دولار في 15 سنة، وكذا دعوة الرئيس المعارضة إلى الحوار لـ”الخروج من الأزمة المالية”. فقد كيفت أحزاب، تعليقا على الرسالة، كلام الرئيس بـ”العام وغير المطلع عن كثب عمّا يدور تحديدا في الساحة السياسية”.فقد أفاد رئيس حزب “جيل جديد” جيلالي سفيان، بأنه “منذ زمن طويل كل أقوال وأفعال بوتفليقة متناقضة، وما جاء في محتوى رسالته في عيد الاستقلال، التي خاطب بها الشعب كان يحاول إظهار نفسه بأنه في المستوى والشعب هو الرديء، فيما دعا الشباب إلى ضرورة التحرّك، وفي ذلك رسالة باطنها أنّنا في السلطة أكلنا الأموال، والشعب هو المسؤول”.وأوضح سفيان: “أما القول بأنه من المفروض أن الحصيلة التي وردت في رسالة الرئيس، كان يجب على الحكومة تقديمها في بيان السياسة العامة وعرضها على النقاش، فهو حديث عن الرئيس لا جدوى منه لأنه لا يعترف أصلا بالدستور، فكلامه للواجهة فقط، بينما دعوته المعارضة للحوار فلا يمكن أيضا تصديقها، فهو الذي أهان المعارضة في كل المواعيد، والآن يكرر نفس الخطابات دون خجل”.ولدى رئيس حزب “الفجر الجديد” الطاهر بن بعيبش، “دفاع بوتفليقة عن حصيلة صرف أموال البترول التي قدرت بـ800 مليار دولار في 15 سنة في إنجازات كبيرة، لا نجد لها أثرا في الساحة، فهذا المبلغ يمكن له إخراج قارة بأكملها من أزمة تتخبط فيها، وهذا لا يعني في المقابل أننا ننكر إنجازات تمت على أرض الواقع، لكن الرشوة والاختلاس والتزوير مظاهر كانت أكبر مما تحقق من إنجاز منشآت، ولهذا السبب لا تحبذ السلطة عرض حصيلتها على النقاش في بيان السياسة العامة”.ويرى بن بعيبش بأن “قناعة كبيرة ترسخت في ذهني بأن بوتفليقة لا علم له بقانون الانتخابات الجديد، فكيف يدعو المعارضة إلى الحوار للخروج من الأزمة، مع أننا في المعارضة أول من نادى به وقدمنا كافة الحلول والاقتراحات، وفي نفس الوقت الحكومة تقدم قانونا يقصي المعارضة من الساحة السياسية ويقضي عليها، ثم يدعوها إلى الحوار، إنه التناقض الصارخ، لذلك أعتقد جازما أن الرئيس غير مطلع على فحوى قانون الانتخابات، ورسالته جاءت في سياق عام”.حزب طلائع الحريات بدوره لم تقنعه رسالة الرئيس. فقد أورد ناطقه الرسمي، أحمد عظيمي، بأنه “قبل التعليق على ما قدمه بوتفليقة في رسالته بما يشبه حصيلة، لسنا ندري لحد الآن عما إذا كان المبلغ 800 مليار دولار أم 1500 مليار دولار، وهو الرقم الذي أعلن عنه أمين عام الأفالان، عمار سعداني، في حوار مع قناة خاصة، فهذا المبلغ الضخم يبني دولة جديدة”.ويعتقد عظيمي أن ّ”تحاشي السلطة تقديم حصيلة إنجازاتها في بيان للسياسة العامة، مرده الخوف من انكشاف أخطائها لما تعرض الحصيلة على النقاش، ليظهر للمواطنين أن الحقيقة شيء آخر غير تلك الواردة في رسالة الرئيس”، مشيرا إلى أنها “الرسالة كانت عامة ولو قدمت الحكومة حصيلتها فهي تعرض نفسها للحساب، والكل يعلم أن السلطة السياسية ترفض أي محاسبة أو انتقاد لها”. وبخصوص دعوة الرئيس المعارضة للحوار، قال عظيمي إن “بوتفليقة منذ سنوات يدعوها إلى الحوار، لكنه في المقابل يسلط عليها الحكومة والبرلمان بالقوانين، ما سجلنا تراجعا رهيبا في مجال الحريات العامة التي كانت أفضل حال سنوات الإرهاب مما عليه الآن، وقد لاحظنا كيف يسجن جنرال أعطى رأيه في شخص، ويسجن مدير قناة بسبب برنامج ترفيهي، وتسجن مديرة في وزارة، وبالتالي ما نعيشه هو التضييق على الحياة العامة، خصوصا على المعارضة التي تمنع من النشاط وأخرى من الاعتماد”.من جهته، قال المكلف بالإعلام في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، عثمان معزوز، إن “رسالة رئيس الدولة تثبت أنه معزول عن الحقيقة الجارية في البلد. فنحن في مواجهة نظام عدمي لا يقبل الاعتراف بفشله على المستوى السياسي والاقتصادي”، مشيرا إلى أن الجزائريين لا يعطون اهتماما للخرجات الشعبوية وغير النافعة لبوتفليقة، والموجهة إلى إضفاء مزيد من الكذب للعديد من خطابات السلطة التي لم تنجح في طمأنة الجزائريين”.وذكر معزوز بأن “بوتفليقة في رسالته يتظاهر بإخفاء تحمّل مسؤولياته في الفشل الاقتصادي، والطريق المسدود التي تتواجد فيه الحياة السياسية، وإلا كيف يمكن تفسير أنه ولا حصيلة قدمت للجزائريين، الذين يتابعون يوميا قضايا الفساد التي تورط كبار المسؤولين في النظام، وأيضا عن المبالغ الضخمة التي تم اختلاسها والعدالة لم تحرك ساكنا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات