الآن بدأت الأمور في الجزائر تتجه بسرعة إلى إعلان البلاد “أمما متحدة جزائرية”! أو حتى أمما غير متحدة!الرئيس بوتفليقة أنجز بسياسته أمما متحدة جزائرية.. فقام بإعادة الفرنسية إلى الحياة العملية بصورة غير مسبوقة، حتى في عهد الاحتلال، ودستر الأمازيغية والعربية بصورة شكلية ليجعل من الجزائر الشعب الواحد شعوبا وقبائل متحدة في النهب والاحتيال.. ومختلفة في اللسان!السيد أويحيى، زعيم الأرندي، كان أكثر الأحزاب السياسية تناغما مع سياسة الرئيس التي جعلت الجزائر أمما متحدة.. فقام مثلا بمخاطبة مناضلي الأرندي عبر الفايسبوك بأربع لغات! ثلاث منها معتمدة في الأمم المتحدة كلغات رسمية!الأرندي الذي يواجه صعوبات في تنظيم الشعب الجزائري، أو حتى جزء من هذا الشعب في صفوف الأرندي، أصبح يطمح لأن ينظم شعب الإنجليز وشعب الأمريكان وشعب الفرنسيين في منتظم الأرندي الحزبي! لذلك قام بمخاطبة مناضليه عبر العالم بثلاث لغات!هل شاهدتم رئيسا فرنسيا أو أمريكيا يخاطب الشعب الأمريكي أو الفرنسي بغير الإنجليزية أو الفرنسية؟! مع أن أمريكا مثلا فيها العديد من اللغات والعديد من الشعوب؟! ولذلك يتساءل الناس لماذا لم يخاطب أويحيى الشعب الجزائري ومناضليه في الأرندي بالإسبانية؟! لعل المبرر الوحيد لذلك أنه لا يتقن هذه اللغة.. وإلا خاطب بها مناضليه!شيء جميل أن يتقن رئيس حزب في السلطة أربع لغات، نصفها حي والنصف الآخر ميت.. مثل البلد الذي يناضل فيه هذا الحزب!لكن ألم يكن باستطاعة أمين عام الأرندي أن يظهر براعته في إتقان اللغات بطريقة أخرى غير هذه التي تجعل من الأرندي من الأحزاب التي تدعو إلى تحويل الجزائر إلى أمم متحدة؟!تدويل النضال في الأحزاب بالفايسبوك لا يساويه بؤسا سوى تقسيم العالم إلى دوائر انتخابية لانتخاب برلمان زائف بالتزوير، يجعل من البرلمان أمما متحدة تتواجد فيه كل القارات الخمس، مثلما يعمل الأرندي على أن يكون مناضلوه من القارات الخمس واللغات الأربع؟!لا يوجد بلد في العالم ينتخب برلمانه من خارج الوطن إلا الجزائر! رغم أنف الدستور الذي ينصص على أن السيادة تمارس في التراب الوطني.. وليس في القارات الخمس!لكن ارتباط هؤلاء بالخارج جعلهم يخرقون الدستور ويزايدون على “الماريكان” في الديمقراطية!برلمان الحفافات ونواب القارات الخمس هذا هو الذي لا يستطيع أن يرفض طلبا لحكومة بائسة كحكومة سلال.. فقد أمر سعداني نواب حزبه بأن يدخلوا تعديلات على قانون الانتخابات إرضاء للحزيبات التي ساندته في “الجدار الوطني”.. لكن سلال أمر اللجنة القانونية بأن لا تحذف فاصلة من المشروع، وبالفعل تحوّل المشروع كما أنزل من سلال وكسّر أنف رجال سعداني في البرلمان!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات