+ -

أخي سعدتحياتي وسلامي إليكآلمني وأنا جالس بجانب ابني صاحب 18 ربيعا، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أن أسمع هذا الشخص المدعو طليبة يستعمل عبارة معوق للسب والشتم.. تبادلنا حينها نظرات الحسرة لما آل إليه حال بلادنا نحن الذين هاجرنا إلى بلاد أجنبية بحثا عن التكفل الطبي والعناية الصحية التي باتت عندنا من المستحيل، بسبب هؤلاء المسؤولين الذين احترفوا التراشق بالتهم وتبادل السب والشتائم بمناسبة وبغير مناسبة عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، غير آبهين بسمعة البلاد التي أوصلوها إلى الحضيض وأصبحت بفعل هؤلاء محلا للسخرية لدى الجميع.أرجو منكم نشر هذا المقال ولكم منا فائق الاحترام والتقدير...طليبة عندما ينعت زميله بالمعوق، فإنه يعتقد أن هذه العبارة تستعمل للهجاء والشتم، وأن هؤلاء ليسوا من بني جنسه، فهو مصاب بالسمنة، في حين أن فئة كبيرة من الشعب الذي قد يمثّله طليبة مصاب بالمجاعة، وهو غني وصاحب مال.. في حين أن فئة كبيرة من الشعب الذي قد يمثله طليبة يعاني الفقر المدقع، وهو نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، بالرغم من مستواه المحدود، في حين تعاني النخب التهميش والتهجير.. هل يعلم هذا الشخص أن هؤلاء الذين يسميهم معوقين هم أناس ابتلاهم الله بالمرض، مثلهم مثل رئيس الجمهورية الذي ابتلي كذلك بالمرض؟ شفاهم الله جميعا ونحن في أواخر الشهر الفضيل، فهم في غالبيتهم أذكى منه وأنبه منه وأطهر منه.. ولو كان يتمتع بقليل من الذكاء، لراعى شعور الرئيس المقعد على كرسي متحرك؟ الذي نتذكر جميعا تصريحاته في بداية عهدته الأولى أنه لم يجد رجال دولة، فاليوم الحمد لله الذي منّ علينا برجال دولة من أمثال طليبة يشتم ويحتقر أكبر فئة من الجزائريين أولى بالعناية.. وأمثال جميعي يعترض على اعتماد الصكوك في المعاملات التجارية، وأمثال سعداني حين صرح أن مداخيل الجزائر في عهد شكيب خليل، أي من 1999 إلى 2010، بلغت ألف وخمسمائة مليار دولار، في حين تشير جميع الأرقام الرسمية إلى ثمانمائة مليار دولار إلى غاية 2015، فلا عجب أن يسأل المواطن أين ذهبت بقية هذه الأموال التي صرح بهار رئيس أول حزب في البلاد كما يقولون.هؤلاء الذين يسمون في الدول التي تحترم مواطنيها أشخاصا ذوي احتياجات خاصة، سماهم ولد عباس، زميله في حزب سعداني، حين بادر بقانون 2002 لما كان وزيرا للتضامن الوطني بالمعوقين، في حين أن التسمية المكرسة في جميع مواثيق الأمم المتحدة هي أشخاص ذوو احتياجات خاصة، لتكرس هذه التسمية في التعديل الدستوري الأخير.. كان الأولى بطليبة، لو كان فعلا ممثلا للشعب وحريصا على مصالحه وراعيا لانشغالاته، خاصة الفئات الهشة والمحرومة، أن يدافع عن مصالح هذه الفئة التي تعاني المرض والفقر والتهميش وعدم التكفل الصحي والتربوي، إضافة إلى احتقار نواب آخر زمن.. ولو كان ومن معه أهلا لمهام التشريع، لبادروا بمشروع قانون تكيّف أحكامه مع ما جاء به التعديل الدستوري في هذا المجال.. قانون يحمي فعلا هذه الفئة ويصون كرامتها.تصوّروا أن شخصا ذا احتياجات خاصة لا يستفيد من المنحة المذلة بـ 3000 دج إلا عند بلوغ سن 18.. وإذا أردت يا طليبة أن تقيس مستوى التكفل بهذه الفئة عندنا، فإني أدعوك ومن معك إلا الإطلاع على التشريعات المقارنة.حصل وأن كنت أتجوّل مع صديق في شوارع باريس، وحين دخلنا محطة المترو “دونفار روشرو” أشار لي هذا الصديق إلى أن المحل الذي كان أمامنا قد تم غلقه ومنع ممارسة أي نشاط تجاري أو مهني فيه بسبب استحالة على هذه الفئة الدخول إليه بواسطة الكراسي المتحركة.سأكتفي عند هذا الحد يا طليبة بالقول إن التاريخ سيسجل لكم بأن كل ما قدمتموه لهذه الفئة خلال عهدتكم لم يتعد الشتم والتجريح.بوعلام عبد الرزاق

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات