"بسجن مهدي هم يهدّمون ما بنيته طوال حياتي"

+ -

 أكد الكاتب والفنان المسرحي، سليمان بن عيسى، والد مهدي، مدير عام قناة “كا.بي.سي”، الموجود رهن الحبس المؤقت، منذ 23 جوان الماضي، رفقة رياض حرتوف، مدير الإنتاج بشركة “ناس برود”، والسيدة نورة نجاي، المكلفة بمنح تصاريح التصوير بوزارة الثقافة، أنه راسل رئيس الجمهورية من أجل التدخل لإطلاق سراح ابنه مهدي، مبديا تفاؤله بوصول ندائه إليه.في اتصال هاتفي مع “الخبر”، وصف سليمان بن عيسى الظروف التي يمر بها وابنه مهدي بالصعبة، مبديا حسرته لما يحدث بسبب تواجد ابنه مهدي في السجن في قضية يجهل دوافعها وخلفياتها الحقيقية.بن عيسى الأب، لا يخفي خيبة أمله من الطريقة، التي تم التعامل بها مع ابنه، الذي وصفه بـ”الابن البّار والمؤدب”، مؤكدا بالقول: “ما يحزّ في نفسي، أننا أنجبنا أبناء ليكونوا معاول في مسيرة بناء الوطن والأمة، وليس تحويلهم إلى أهداف للهدم والتكسير”.بالنسبة إليه، وهو ذلك الأب الذي لا يتوانى عن الدفاع عن فلذة كبده في هذه الظروف العصيبة، فإن “ما نشاهده اليوم في بلادنا هو وجود من يعمل على تحطيم كل ما قمنا ببنائه طوال السنوات الماضية، وكم تعبنا في هذا البناء.. ابني مهدي، شخص مؤدب ربيته على حسن الأخلاق، لم يمسك في حياته سيجارة، ولا يعرف المخدرات ولا الخمر، وهو ذلك الشاب المتمسك بثقافته وهويته ووطنه”.وبنبرة المتحسر على ما يحدث لنجله، أكد بن عيسى، صاحب أعمال مسرحية أثارت في حينها ضجة كبيرة على غرار “بوعلام زيد لقدّام” سنة 1974، و”بابور غرق” سنة 1981، اللتان قدّمتا أكثر من ألف مرّة في مختلف أنحاء الجزائر: “لقد ربينا، نحن جيل الثورة، فلذات أكبادنا على كل شيء جميل، ونحن، بكل اعتزاز، فخورون وسعداء بذلك.. وأنا أرفض أن يكون جزائي هو هدم كل ما بذلته من أجل تربية ابني”.وعما إذا كان متفائلا بوصول رسالته إلى العنوان المطلوب، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قال الكاتب والفنان المسرحي: “لقد أرسلت الرسالة بواسطة عنوان البريد الإلكتروني المخصص للمراسلات الموجهة إلى السيد الرئيس، على موقع رئاسة الجمهورية على الإنترنت”، متابعا: “أنا أعرف السيد الرئيس جيدا ويعرفني جيدا، وسبق لنا اللقاء من قبل، وأكنّ له كل التقدير والاحترام، وهو أيضا يحترمني، وأمنيتي أن يكون لرسالتي ذلك الأثر الذي أرجو أن يضع نهاية لما يمر به ابني مهدي”.وجاء في رسالته إلى الرئيس بوتفليقة، والتي نشرت أمس في جريدة “لوسوار دالجيري” أنه قلق بشأن وجود ابنه مهدي في السجن، ويعتصره الغضب لأنه يجهل أسباب ذلك.وتابع أنه ليس لابنه أي علاقة بالسياسة، “كما أنه لا يوالي أحدا أو مجموعة كما لا يعارض أحدا أو جهة في الحكم”.وذكر أن مهدي ينتمي إلى الجيل الذي لا يوجد لديه طموح سوى أن يعيش مسايرا لعصره، وهو غير قادر على لعب أي دور في أي صراع بين العصب في الحكم.أبناؤنا لم يعيشوا ثورة التحرير، ولا يحتقرون ما بذله آباؤهم وأجدادهم من أجل افتكاك الحرية والاستقلال، لكنهم يعيشون زمانهم، فهم جيل شبكات التواصل الاجتماعي والرقمنة، يتكلمون لغة تختلف عن لغتنا ويجب علينا تعلمها إذا كنا نريد ديمومة التواصل معهم.وأكد بن عيسى الأب في رسالته “لقد علمنا أبناءنا فن الدفاع عن العدالة وتعزيزها حيث ينبغي أن تكون... لا أن يخضعوا لها ظلما”، قبل أن يخلص إلى القول بأنه راسل رئيس الجمهورية وكله قناعة بأنها ستحظى بـ”اهتمام” بوتفليقة، وواثق من “شهامته وكرمه وعطشه للعدالة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات