عملت لسنوات مع المرضى ورغم أنها لم تستطع ممارسة مهنتها كما كانت تتمنى، إلا أنها كانت أحد ملائكة الرحمة الذي قدّم العلاج للمرضى في وقت كانت تعاني بلادنا من نقص في التأطير الطبي، ورغم تقاعدهاـ إلا أنها تواصل البحث عن مجالات العطاء كي لا تبخل بعلمها على من يحتاج إليه، تلك هي الدكتورة سليمة خباب، حرم نزال، أم لثلاثة أبناء، اثنين منهم تخصصا في الطب، أحدهما جراح قلب والأخرى دكتورة أشعة في فرنسا.تخرجت السيدة سليمة من كلية الطب عام 1976 لتتابع بعدها تخصص أمراض الدم وهو المجال الذي رغبت فيه، خاصة بعد أن عملت به 3 سنوات بعد التخرج، غير أن ظروفا عائلية منعتها من أن تكمل ذات التخصص، لتتوجه لطب العمل، حيث عملت في بداية مشوارها المهني في مجمع سوناكوم، وبعدها انتقلت للضمان الاجتماعي، حيث كانت طبيبة معاينة ثم أصبحت بعدها طبيبة مراقبة، وقد كانت مرافقة للدكتور الفرنسي المسلم صادق مازداف، الذي كان آنذاك طبيبا رئيسيا للضمان الاجتماعي بقسنطينة، لترشح لمنصب طبيب رئيسي بعد وفاته في 1985.اختيرت الدكتورة نزال لتكون عضوا ضمن اللجنة الوطنية لتحويل المرضى للعلاج خارج الوطن، خاصة منهم مرضى السرطان والأطفال على وجه الخصوص، حيث لم يكن الطب حينها متقدما في هذا المجال، ناهيك عن التكفل بأمراض القلب والقصور العضلي الذي كان ينتج عن انعدام الوقاية واللاوعي.ورغم أنها لم تكن تتصور العمل خارج المستشفى واحتكاكها المباشر بالمرضى، غير أن تجربتها التي دامت 35 سنة بصندوق الضمان الاجتماعي، سمحت لها بتقديم خدمات أخرى للمرضى ممثلة في تمكينهم من علاج طالما انتظروه، حيث كانت على اتصال دائم بالمستشفيات الأوروبية من أجل ضمان علاج لحالات كان يستعصي التكفل بها داخل الوطن. ورغم أن العمل كان مضنيا وغير محدد بالوقت، إلا أن إحساسها بأن مصير المرضى متوقف على اتصالات حثيثة من قبلها جعلها لا تكل ولا تتوقف عن العطاء اليومي.بعد تقاعدها في 2011 حاولت طبيبتنا إيجاد عمل يتماشى مع تخصصها، فانخرطت في “جمعية واحة” لمرضى السرطان، راغبة في التطوع والإشراف على المرضى المقيمين بدار واحة التي ينتظر أن تفتح أبوابها قبل نهاية السنة الجارية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات