+ -

فعلا.. الرئاسة الجزائرية لم يعد لها أي انشغال سوى الرد على الصحافةǃ فإذا كان الأمر يتعلّق بالصحافة المحلية، تستخدم الرئاسة العدالة ومصالح الأمن ضد هذه الصحافة، سواء بحق أو بغير حقǃ وإذا تعلّق الأمر بالصحافة الأجنبية، تحركت الآلة الدبلوماسية الجزائرية لترد أو تتابع قضائيا الصحف المعنية.. أو حتى استدعاء السفراء للاحتجاج على حرية الصحافة المكفولة في هذه البلدان.1- صحيفة الوطن نشرت خبرا عن حكاية الفيلا في سويسرا والخبر منقول عن صحيفة سويسرية.. وعوض أن تصحح الرئاسة ما اعتبرته أخبارا كاذبة في الصحيفة السويسرية، راحت ترد على صحيفة الوطنǃ على اعتبار أن صحيفة الوطن ناقلة للكفر الإعلامي السويسري.. فهي إذن كافرةǃواضح أن رئاسة الجزائر من خلال بيانها الموجه للوطن لا يهمها قول الحقيقة للناس في سويسرا، مصدر الخبر؛ بل يهمها الرأي العام في الجزائر.. وهذه وطنية يجب أن تشكر عليها رئاستنا (على غير العادة)ǃ2- لكن لابد أن نسأل: ما هي الحكمة من شراء فيلا ضخمة وفاخرة في سويسرا كإقامة للموظف الممثل الجزائري في فرع الأمم المتحدة في جنيفǃ ومن هو هذا الموظف المحظوظ الذي تشتري له الدولة مثل هذه الإقامة الفاخرة؟ǃ ونحن نعرف أن سويسرا بها فرع للأمم المتحدة، وليس المقر الرئيسي كما هو الحال في نيويورك؟ǃ أم أن الإقامة اشتريت للمسؤولين الجزائريين وظلت مغلقةǃ وما هي الحكمة إذن من شرائها في عز الأزمة؟ǃ3- الحكاية ذكّرتني بحكاية قصر “لويفيناس” الذي اشتراه المرحوم مصطفى بلوصيف ليكون إقامة بعائلة الشاذلي عندما تذهب إلى باريس.. حتى لا تتجه إلى الفنادق حفاظا على السمعة الوطنية والسيادة الوطنية.. ولكن حتى الآن لا ندري ماذا فعلت الدولة الجزائرية بهذا القصر.. وهل باعته.. أم تم التنازل عنه بالدينار الرمزي لشخصية نافذة؟ǃ4- الشاذلي أيضا قام في أواسط الثمانينات بشراء طائرة رئاسية ضخمة من أمريكا.. من نوع “ماكدونال”.. وقام بتفصيلها داخليا لتكون طائرة رئاسة يستخدمها الرئيس في المسافات البعيدة.. وحدثت الأزمة في 1988 وجاء المرحوم قاصدي مرباح إلى رئاسة الحكومة وقام ببيع الطائرة الرئاسية بثمن بخس.. خسرت فيه البلاد عدة ملايين من الدولارات.اليوم أيضا توجد طائرة رئاسية من نوع “أربيس” اشترتها الرئاسة بما لا يقل عن 300 مليون دولار وإعادة تفصيلها لتكون طائرة رئاسة للمسافات البعيدة.. واستخدمها الرئيس بوتفليقة مرة واحدة في رحلته إلى الصين.. والآن قد تكون هذه الطائرة متوقفة؛ لأن الرئيس ليس بإمكانه التحرك في المسافات البعيدة.. وبالتالي لا تستخدم هذه الطائرةǃ فهل يقوم سلال ببيعها كما فعل قاصدي مرباح بطائرة الشاذلي في الثمانينات؟ǃذلك هو السؤال.. خاصة وأن الأزمة الاقتصادية الحالية خانقة بدرجة أكبر من أزمة 1988، وهل بإمكان برلمان الحفافات أن يسأل الرئاسة عن استخدام ميزانيتها؟ǃ

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات