38serv
أعادت شركة ضمان التجارة الخارجية الفرنسية “كوفاس” مراجعة مستوى المخاطرة الاقتصادية والتجارية الجزائرية، حيث قامت برفع درجة المخاطرة من مستوى “ب” إلى مستوى “ج” أي درجة مخاطرة عالية. ويعكس التغيير الذي يرتقب أن يسري على كافة مؤسسات الضمان والتأمين لدى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تراجعا في أداء الاقتصاد الجزائري، نتيجة انهيار أسعار النفط ونقص السيولة والملاءة للمؤسسات.وتساهم مراجعة درجة المخاطرة أساسا في التأثير على عقود الشركات والمؤسسات ولكن أيضا في تقدير نسبة التأمينات وتكاليف وأعباء المعاملات، وبالتالي يصبح التعامل مع الجزائر أعلى، لاسيما أن شركات التأمين والضمان وشركات التنقيط عادة ما تراعى تقاريرها من قبل الشركات والدول وبالتالي تفرض رسوما وأعباء إضافية في التعامل مع عدد من البلدان، والأمر نفسه ينطبق على المستثمرين.ومع دخول الجزائر خانة أو مستوى “ج”، فإن درجة المخاطرة الاقتصادية والتجارية تصبح أعلى، كما ترتفع أيضا مخاطر عدم الملاءة وعدم القدرة على التسديد لدى المؤسسات.ويعد هذا التغيير الثاني من نوعه الذي تقوم به “كوفاس” بالنسبة للجزائر خلال السنة الحالية، حيث قامت برفع درجة المخاطرة من “أ1” أي مخاطرة مقبولة إلى “ب “ “مخاطرة مرتفعة نسبيا” في جانفي 2016، لتدرج الجزائر في خانة المخاطرة العالية، لاسيما من حيث نقص القدرة على التسديد، نتيجة استفحال العجز في الموازنة ونقص الموارد المتأتية عن المحروقات، معتبرة أن الجزائر تتمتع بهامش حركة أضيق من العديد من البلدان الإفريقية، حسب الخبير المكلف لدى “كوفاس” بمخاطرة الدول، حيث وضعت الجزائر أيضا تحت المراقبة السلبية على غرار زامبيا. وقد قامت “كوفاس” بتوسيع مستوى التنقيط بإضافة درجة “د” أيضا، علما أنها قامت بضمان ما قيمته 508 مليون أورو من ديون المؤسسات وتغطيتها، منها نسبة 6 في المائة للقارة الإفريقية وجنوب البحر المتوسط.وما يزيد من تأثير التقييم على الدول، تقاطع كافة عمليات التقدير لدى مؤسسات وشركات الضمان والتأمين في إطار منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي تضم الدول الصناعية والصاعدة البارزة، وهو ما سيؤثر سلبا على الدول المقيمة سلبا لاسيما على المستوى التجاري، من حيث تردد البنوك على تمويل ودعم الشركات أو الرفع من مستوى الضمانات المطلوبة لتفادي عدم القدرة على التسديد أو تراكم الديون.ما هي كوفاس؟ ”كوفاس” هي اختصار للشركة الفرنسية للتأمين على التجارة الخارجية، تأـسست عام 1946 كشركة متخصصة في التأمين على القروض الموجهة للصادرات. وتمت خوصصة الشركة عام 1994، لتتحول إلى شركة “مغفلة” مع تشكيل مجلس إدارة في فرنسا وتحول بنك “ناتيكسيس” للمساهم الرئيسي. وتقوم الشركة بتدعيم تنمية المؤسسات في الخارج، وتحولت كجزء في مسارات التصدير، حيث أضحى تجسيد عقود رهينا بضمانها أو تقييمها، وقد قامت الشركة سنوات 2000 بفتح فروع لها في أوروبا، ثم في إفريقيا منها في مصر والغابون في 2008، فضلا عن فروع في الفيتنام وروسيا في 2010.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات