التسوق نهارا والسمر مع "الكريبوني" ليلا

38serv

+ -

يتحول سوق الخضر والفواكه لحي الحمري في شهر رمضان إلى مزار للمتسوقين نهارا، وموقعا مفضلا لدى كثير من العائلات للترويح ليلا.وإذا كان المتسوقون يقصدون سوق الحمري نهارا، بسبب تخصصاته المشهورة، مثل اللحوم البيضاء والحمراء والأحشاء و”البوزلوف”، الخضر والفواكه، خاصة السمك، حيث يعرض تجار غلال البحر عند المدخل الخلفي للسوق على الرصيف أجود الأسماك التي تستقدم من موانئ الصيد المختلفة، من مستغانم إلى بني صاف ويعرضون سمكا متنوعا من الراقي إلى البسيط. ويعرف المتسوقون أنهم يشترون أسماكا جيدة، وليس كما يفعل بعض التجار في أسواق أخرى، والذين يعمدون إلى عرض السمك المجمد المستورد على أساس أنه طازج ومحلي. وينخدع كثير من الزبائن لحيل مثل أولئك التجار الذين يكثرون الصراخ في وجه المتسوقين الصائمين “المصروعين”، ويقنعونهم بأن ما يعرضونه سمك طازج خرج للتو من مياه كريشتل، ليكتشفوا عندما يصلون إلى بيوتهم أنهم “زلبحوهم” عندما يفتحون كيس السمك وتفوح منه رائحة مشبوهة. ففي الحمري يعرف المتسوقون تجار السمك بأسمائهم، ويتعاملون معهم بثقة، وهو ما زاد من شهرة السوق.وتترك الخضر والفواكه واللحوم والأسماك روائحها تفوح في سوق الحمري في الليل، مع ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر رمضان الحالي والذين سبقوه، وعدم تمكن عمال النظافة من تطهير الشارع، لأن الطاولات تبقى في مكانها في الليل أيضا، مع ما ينتج عنه من تعفن وروائح غير طيبة، وهو ما لا يثني العائلات عن زيارة الحي ليلا، بعد صلاة التراويح، ليس للتسوق لأن تجارة الخضر تتوقف، باستثناء الطاولات التي تطل على شارع الشهداء التي تعرض الفواكه.يقدم الساهرون إلى حي الحمري، حيث تخرج المحلات المتخصصة في المرطبات الكراسي والطاولات إلى الرصيف ويزيّنونه بالأضواء، وتوحي إنارة محل الإخوة بوشاقور إلى فريقهم المفضل مولودية وهران. فإذا أردت أن “يقلّشك” الحبيب، الأخ الأكبر لعائلة بوشاقور، اذكر له المرحوم قاسم بليمام بخير، ويعرض المحل عصائر محلية ومرطبات بمذاق الفانيلا، الشكولاطة والفراولة وغيرها، لكن المرطبات التي تستهوي كثيرا الزبائن هي “الكريبوني”.ولا ينزعج أصحاب المحل إذا بقي زبائنهم حول الطاولة وقتا طويلا، ولا يوحون إليهم بترك الطاولة لزبائن آخرين، كما يفعل مسيرو المحلات “الفاخرة” التي انتشرت في كثير من أحياء وهران.وتمنح محلات المرطبات والمقاهي لحي الحمري نكهة خاصة في رمضان، في جو آمن وهادئ خلال السهرات، ويغادره آخر الزوار مع الأذان الأول للفجر، ليعودوا إليه في السهرة الموالية إلى أن ينقضي رمضان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات