38serv
كان العرض العام لمسرحية ”حجرة الصبر” أول أمس، امتحانا غير سهل للممثلة عديلة بن ديمراد وجمهور وهران على حد سواء، بالنظر لمراهنة فريق الإخراج على نص صعب للروائي نعيم رحيمي، يمنح الكلمة لزوجة إرهابي مصاب، كأول تجربة في المسرح الجزائري، بالإضافة لخيارات الديكور والتركيز على مساحات الصمت. كانت معالم الفرحة بادية على وجوه الممثلين عديلة بن ديمراد، عادل بن تونسي، مقتبس النص مراد سنوسي والمخرجة غيمات غروبون، بعد انتهاء العرض وتجاوب الجمهور لنص حول زوجة إرهابي، يوم تكريم روح فقيد المسرح عبد القادر علولة المغتال من طرف الارهاب. تدور وقائع القصة المقتبسة عن رواية الأفغاني نعيم رحيمي، المتحصل على جائزة ”غونكور” 2008، في غرفة مغلقة يتوسطها جسم إرهابي طريح الفراش في غيبوبة، وزوجته التي ترعى شؤونه وتحاول إخراجه من غيبوبته، بالتحدث إليه والتعبير عن مكنوناتها وأحاسيسها المكبوتة ومواقفها ضد التطرف الإسلامي، وإمام المسجد المتطرف والمتصنع والطامع فيها بعد وفاة زوجها. تتحول الاعترافات إلى مكاشفة ومحاكمة للجماعات الإرهابية والتطرف الديني. وتطرقت لمصير المرأة خلال هذه النزاعات الدموية، من خلال تعرض زوجة الإرهابي لاعتداء جنسي من طرف أحد رفاقه، على غرار آلاف الضحايا المغتصبات من طرف الجماعات الإرهابية أثناء العشرية السوداء. وهي مواضيع تعود مراد سنوسي على تناولها في أعماله الأخيرة، على غرار اقتباسه لرواية ”العملية” لياسمينة خضرة و ”امرأة من ورق” لواسيني لعرج، والتي تحاكي كلها مكانة المرأة في المجتمع. مكانة قالت عنها الكاتبة وسيلة تامازالي في تصريح لـ ”الخبر” نهاية العرض ”المرأة الجزائرية كانت أقوى من كل الظروف وتعود للحياة في كل مرة”. وانتهى العرض دراميا على مشهد الموت كما بدا. وكشف سنوسي في تصريح لـ ”الخبر” بأن ”العمل يعد تحديا حقيقيا لأنه من إنتاج مسرحية تعاونية حمو بوتليليس، بتمويل شخصي وبمساعدة من بعض الجمعيات، في محاولة لإثبات أن الإنتاج خارج أطر التمويل الرسمية ممكن، لكننا نطالب مساعدة السلطات العمومية في توزيع وبرمجة المسرحية ضمن أجندات المسارح الوطنية”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات