مصانع أم مقابر؟!

انتفض سكان واد الطاقة بولاية باتنة ضد بناء مصنع إسمنت في هذه المنطقة السياحية الفلاحية الغابية الخلابة.. لسنا ندري لماذا تختار وزارة الصناعة مثل هذه الأماكن الرائعة لتلويثها بمثل هذه المصانع؟1. باتنة معروفة بإنجاز المشروع غير المناسب في المكان غير المناسب.! أتذكر أنني في السبعينيات أنجزت تحقيقا في مدينة باتنة حول الإنجازات غير المناسبة في الأمكنة غير المناسبة. وذكرت آنذاك إنجاز الملعب الرياضي لكرة القدم أمام المقبرة، حيث تلعب المباريات الرياضية عادة في الأوقات التي يتم فيها دفن الأموات، وذكرت أن السكان يدفنون أمواتهم تحت تصفيقات الجمهور الرياضي والتصفار عليه؟! وأحدث التحقيق ضجة في الأوساط الشعبية في باتنة. واليوم يقوم “الخلق الصناعي” بإنجاز مصنع للإسمنت في منطقة جد جميلة هي واد الطاقة، وهي رئة باتنة يتنفس من خلالها السكان. والأكيد أن هذا المصنع سيأتي عليها.2. لماذا لا يبحث هؤلاء عن مكان مناسب لإنجاز هذا المشروع؟! مثل ما فعلوا عندما أنجزوا المشروع السابق لمصنع الإسمنت الذي بُني في مكان مناسب وبعيد عن أخطار التلوث السكاني، حيث شُيد المصنع بين عين التوتة وبريكة في منطقة خالية ومناسبة لمثل هذه المشاريع.3. تتذكرون كيف خرب مصنع الإسمنت بالحامة قسنطينة؟ تلك المنطقة الجميلة التي كانت حديقة خضار وفواكه قسنطينة، فأصبحت هذه المنطقة جرداء تشبه الصحراء! وتتذكرون ما فعل مصنع الإسمنت بغرب الشلف؟ هذا المصنع الذي خرَّب منطقة فلاحية هامة جدا في سهل الشلف الرائع. ولا أتحدث عن الأضرار التي ألحقها مصنع حجار السود في عزابة بجزء مهم من سهل عزابة المطل على عنابة، فيما خرب مصنع الرايس حميدو للإسمنت هذه المنطقة الرائعة التي كانت منتجعا صحيا وسياحيا في إقامة هذا المشروع.4. منطق البيئة والحفاظ عليها، ومنطق استشارة السكان عند إقامة مثل هذه المشاريع، داست عليه سلطات باتنة عندما قررت إنجاز هذا المصنع في منطقة الإضرار بها بيئيا سيكون بمثابة الكارثة، ورغم أن السكان رفضوا المشروع فإن السلطات الولائية لا تعير اهتماما لموقف السكان!ولسنا ندري ما الحكمة في إنجاز هذا المصنع في هذا المكان الجميل؟! نريد أن نفهم نحن أيضا الدوافع التي جعلت الولاية تتمسك بإنجاز المشروع في هذا المكان.