+ -

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، قال ابن كثير: أي يقدّمون المحاويج على حاجة أنفسهم، ويبدءون بالنّاس قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك.قال ابن مسكويه: الإيثار هو فضيلة للنّفس بها يكفّ الإنسان عن بعض حاجاته الّتي تخصّه حتّى يبذله لمَن يستحقّه.وخُلق الإيثار من أعلى المراتب، وإنّما ينشأ الإيثار عن قوّة اليقين وتوكيد المحبّة، والصّبر على المشقّة، مع الرّغبة في الأجر والثّواب.وأجمل ما يمكن ذِكرُه في هذا المقام قصّة ذلك الأنصاري (أبي طلحة) وزوجه رضي الله عنهما، حيث جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأرسل النّبيّ إلى أزواجه ليُضيف هذا الرّجل، فما كان عندهم إلاّ الماء، فقال عليه الصّلاة والسّلام: “مَن يضيف هذا اللّيلةَ رحمه الله”، فقام رجلٌ من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: هل عندك شيءٌ؟ قالت: لا، إلّا قوت صبياني. قال: فعلّليهم بشيءٍ فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السّراج وأريه أنّا نأكُل فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السّراج حتّى تطفئيه. فقعدوا وأكل الضّيف فلمّا أصبح غدَا على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: “قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما اللّيلة”، والمراد بالعجب من الله تعالى أي: رِضاه سبحانه بذلك الفعل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات