+ -

 لقد كان عليه الصّلاة والسّلام يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتّى توفّاه الله عزّ وجلّ. وقد تركه مرّة فقضاه في شوال، واعتكف مرّة في العشر الأوّل ثمّ الأوسط ثمّ العشر الآخر يلتمس ليلة القدر الّتي من قامها إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه، ثمّ تبيّن له أنّ ليلة القدر في العشر الأواخر، فداوم على اعتكافه حتّى لحق بربّه عزّ وجلّ. وكان عليه الصّلاة والسّلام يأمر بخباء فيضرب له في المسجد يخلو فيه بربّه عزّوجلّ. “وكان إذا أراد الاعتكاف صلّى الفجر ثمّ دخله، فأمر به مرّة فضرب. فأمر أزواجه بأخبيتهن فضربت. فلمّا صلّى الفجر نظر فرأى تلك الأخبية فأمر بخبائه فقوض، وترك الاعتكاف في شهر رمضان حتّى اعتكف في العشر الأوّل  من شوال” رواه البخاري ومسلم وأبو داود عن عائشة.وكان صلّى الله عليه وسلّم يعتكف كلّ سنة عشرة أيّام. فلمّا كان في العام الّذي قُبِض فيه اعتكف عشرين يومًا. وكان يعارضه جبريل بالقرآن كلّ سنة مرّة، فلمّا كان ذلك العام عارضه به مرّتين. وكان إذا اعتكف دخل قُبّته وحده. وكان لا يدخل بيته في حال اعتكافه إلاّ لحاجة الإنسان، وكان يخرج رأسه من المسجد إلى بيت عائشة فترجله وتغسله وهو في المسجد وهي حائض. وكان بعض أزواجه يزرنه وهو معتكف. فإذا قامت تذهب قام معها يُقلبُها -وكان ذلك ليلاً- ولم يُباشر امرأة من نسائه وهو معتكف لا بقُبلة ولا غيرها. وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا اعتكف طرح له فراشه ووضع له سريره في معتكفه، وكان إذا خرج لحاجة مرّ بالمريض وهو على طريقه فلا يعرج عليه ولا يسأل عنه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات