+ -

مهدي بن عيسى يبعث برسالة من السجن إلى زملائه في (KBC) يحثهم فيها على مواصلة النضال وليس العمل فقط... ويقول إن معنوياته عالية جدا!صحيح أنه كلما كثرت المظالم زاد منسوب الحرية، وأن من لم يعرف السجن والسجّان لا يعرف المعنى العميق للحرية! خاصة عندما يكون المسجون سُجن بسبب ظلم بواح كهذا الذي تعرض له مهدي بن عيسى، أو الذي تعرض له محمد بن شيكو من قبل، أو الذي تعرضت له المديرة المركزية بوزارة الثقافة.ما أسعد الإنسان عندما يُسجن من طرف سلطة غير شرعية، ويتهم بأنه (زوّر) رخصة لممارسة الحرية في بلده... حرية أن يقول ما يفكر فيه علنا!لست أدري هل وزير الثقافة ينام مرتاحا وهو يعرف أن المديرة المركزية التي أوكل لها مهمة التعامل مع القنوات تقبع في السجن، لأنها قامت ببعض دورها في تسهيل مهمة الإنتاج السمعي البصري في هذه البلاد!لو كان وزير الثقافة من عيار المرحوم محمد الصديق بن يحيى أو من نوع طالب الإبراهيمي أو عبد المجيد مزيان لرمى الاستقالة في وجه هذا الذي يسجن مساعديه بغير وجه حق! الوزير هو المسجون وليس السيدة نجاعي!أنا شخصيا لا أعرف السيد مهدي بن عيسى معرفة شخصية، ولكن أقدّر فيه هذا الموقف العالي، كون معنوياته قوية إلى هذا المستوى، وهذا في حد ذاته رسالة إلى من سجنوه، مفادها: إن الحرية لا يمكن سجنها.. أحرى وأولى قمعها إذا كان معتنقوها من أمثال بن عيسى وغيره! السلطة الآن هي المسجونة بقرارها البائس الظالم وليس مهدي بن عيسى ورفاقه.ما أروع قيمة السجين ظلما حين تزوره في السجن زوجته وأمه وأبوه في رمضان؟! وكم تتضاءل أمام ذلك قيمة الحكومة والوزارة والعدالة!يا مهدي الشعب يعرف بالتدقيق من هم أحق بالسجن مكانك لو كانت البلاد يحكمها القانون والعدل!وزير العدل السابق طوّر العدالة بإنجاز العديد من السجون، عددها قد يكون أكبر من عدد الجامعات! والوزير الحالي عليه أن يملأ هذه السجون بالأحرار وليس بالسرّاق والمرتشين والمحتالين والمتسلطين والمتسلقين. وهذا ليس نقيصة... فكلما زاد عدد المسجونين ظلما كلما اتسعت دائرة الحرية، وقرُب فجر الخلاص مما نحن فيه.الجامعات لا تخرّج الأحرار كما هو الحال في البلدان الأخرى، لأن هذه الجامعات تحوّلت إلى مراقد للأطفال بأعمار الشباب؟!السجون هي الأمل الأخير لهذه البلاد في إحداث القطيعة مع الكولون الجدد!لماذا يهتز الباعة المتجولون في حواضر المدن، ولا يهتز طلاب وأساتذة الجامعات بسبب ما يحدث في البلاد من مظالم؟!الحرية ليست فرض كفاية مثل صلاة الجنازة، إذا قام بها البعض سقطت عن الآخرين.. بل هي فرض عين على كل مواطن، والتفريط في أداء الحرية كفرض ملزم للمواطن الحق، معناه ضياع الوطن والمواطن.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات