من عرف التفنّن فيها بتلك الطريقة التي تأخذ سامعها الى يوميات الزمن الجميل، زمن العظماء وكبار الفن القبائلي الأصيل، من الذين تركوا بصماتهم في سماء الفن القبائلي. قلّد الشيخ الحسناوي في تأدية أغانيه من باب الاعتزار والافتخار بشيخ الغناء الشعبي القبائلي، كانت لـ”الخبر” دردشة معه، فتحدّث عن معاناة الفنان الجزائري وشعوره الدائم بالتهميش.هل نشّط الحسناوي أمشطوح حفلات فنية خلال شهر رمضان؟ نعم هناك عديد النشاطات قمت بها خلال شهر رمضان، منها إحيائي لحفلة سهرة الخميس الماضي على شرف الفنان الراحل الشيخ الحسناوي، من تنظيم دار الثقافة لبلدية “إحسناون” “مسقط رأس الشيخ الحسناوي رحمه الله ببلدية “تاعزيفث” بولاية تيزي وزو، وقد تم استدعائي من قبل مصالح البلدية، وما كان عليّ سوى تلبية الدعوة، خاصة وأنها حفلة برمجت خصيصا لعميد الأغنية القبائلية الشيخ الحسناوي. كانت السهرة جد رائعة وراقية، استقبلوني بحفاوة وفرحوا بحضوري، أنا جد ممتنّ لهذه المبادرة التي سأضيفها إلى رصيد التكريمات والاعتبارات التي حظيت بها، كما قمت بإحياء سهرة أول أمس الجمعة، بحديقة صوفيا أمام البريد المركزي بالعاصمة، وما تزال في رصيدي حفلات أخرى مبرمجة مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام ومؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر.ما سبب تراجع إنتاجاتكم في السنوات الأخيرة؟نعم، هناك غياب عن الساحة لأسباب كثيرة، لكن الحمد لله سجلت بعض النشاط خلال الأشهر الأخيرة، منها تسجيلي لحصص في التلفزيون الجزائري وبعض الروبورتاجات مع بعض القنوات التي قصدتني في منزلي وأجرت معي عددا من اللقاءات، كما سجّلت حفلة لمديح ديني خلال رمضان، وما زلت أنتظر أعمالا أخرى.بعد هذه التجربة الطويلة في الفن، ما هو تقييمكم للأغنية القبائلية الحالية؟للأسف شباب اليوم يتبعون الغرب، وتستهويهم أغاني الراب، جيلنا كان يرقص على رجليه، لكن الجيل الحالي يرقصون على رؤوسهم، أصبح الشباب يرتدون “المناڤش” وسروال مقطّع، شباب اليوم متنصل من الهوية، أدعوا الفنانين شباب إلى اتباع فن وسيرة شيوخنا الكبار، لا يجب أن يتنكروا للفن الأصيل، عليهم اتباع سيرة الأجداد والفنانين الذين صنعوا مجد الأغنية الأصيلة الراحلين منهم والذين ما زالوا على قيد الحياة، الجزائر لها أمثلة كثيرة لفنانين عظماء سواء في الغناء أو في السينما أو المسرح يجب الاقتياد بهم، الفن الجزائري غني خاصة الفن الأصيل الذي بدأ يعاني الاندثار والزوال.ما هو تقييمكم لوضع الفنان في الجزائر؟الفنان في الجزائر مهمّش، ليس له أدنى الحقوق، هناك فنانين جزائريين ضاعوا خاصة رواد الفن الأصيل، الكثير منهم منسيين ومن بينهم أنا، لم يعطون حقوقي، أنا أعاني من البيروقراطية والاستبداد من أناس لا يعرفون معنى الفن والثقافة، الفنان الجزائري ليس تمثالا، عندنا فن شعبي قبائلي وعندنا المالوف، الأندلسي وأنواع أخرى جديرة بالتقييم والاعتبار، لكن للأسف الفنان “محڤور” في الجزائر، حتى عندما يتم استدعاءه عند الحاجة يقدّمون له أجرة لا تليق بفنان محترم، الفنان الجزائري يحتضر ويموت ببطء.ما هو جديد الحسناوي أمشطوح؟سيصدر لي ألبوم جديد شهر أوت المقبل يتضمن 12 أغنية، قدّمت فيه أغاني عن الجزائر ومعاناتها، عن حال البلد الاقتصادية والاجتماعية، عن الحڤرة التي ما زال الجزائريون يعيشونها، كما أدّيت أغاني للأعراس، سجلت جزء منه في فرنسا وسأكمل البقية في الجزائر، واستعملت في هذا الألبوم الأوركسترا السمفونية، منها أغنية “يما يما أميم ذمحبوس، وين أدينان أصح أثزلون سلموس”، وهي أغنية تتحدث عن الظلم والحڤرة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات