+ -

شهدت بعض المناطق من الوطن، خلال 48 ساعة الماضية، أحداثا ساخنة أخلّت بالنظام العام وسكينة المواطنين، على خلفية احتجاجات وقطع الطرقات، أحدثتها مطالب اجتماعية ومهنية، كان أعنفها ما عاشته مدينة عنابة، ليلة أول أمس.مواطنــون، نقابــات وعمــال رفعــوا عــدة مطالــبالشـــــارع ينتفــــض في عـــــدة ولايـــــاتتجاوز الباعة الفوضويون كل “الخطوط الحمراء” في وسط عنابة، ليلة أول أمس، في انفلات أمني خطير ومشاهد مرعبة، حوّلت المكان إلى مدينة أشباح في بضع ساعات. وقد أتاحت المواجهات بين عناصر التدخل السريع للأمن الوطني، والباعة، الفرصة للمجرمين وذوي السوابق للاعتداء وسرقة ونهب الممتلكات العمومية والخاصة.انطلقت شرارة الأحداث، بداية من الساعة العاشرة، ليلا، عندما شرع عناصر الأمن في حجز السلع والبضائع المنتشرة في طاولات الباعة الفوضويين، الذين احتلوا مختلف الطرق الرئيسية والفرعية، والمداخل المؤدية إلى شارعي ابن خلدون “قومبيطا” وساحة الثورة “الكور”، إلى غاية رحبة الزرع وساحة سوق الحطاب، الموصلة إلى محاذاة القطاع العسكري.وحسب شهود عيان، فقد كان أول رد فعل لهؤلاء الشباب على عمليات الحجز التي طالت سلعهم؛ هو التوجه نحو الأمن الحضري التاسع بمحاذاة سوق الحطاب ومهاجمته بالحجارة، ما استدعى وصول تعزيزات أمنية ضخمة لقوات التدخل السريع، التي استعملت الغازات المسيّلة للدموع لتفريق المحتجين، الذين توجهوا فور ذلك صوب ساحة الثورة، أين أشعلوا النيران في العجلات والكرتون، وهناك وقعت عمليات نهب وتخريب واعتداءات ضد الممتلكات العامة والخاصة.عمليات نهب واعتداء طالت محلات فخمة وبنوكاوقد تعرّضت محلات تجارية فخمة تابعة لخواص في ساحة الثورة، تبيع ملابس تحمل علامات أجنبية، لعمليات كسر ونهب واسع، فقد تحوّلت في لحظات إلى خراب. وغير بعيد عن المكان، قام المحتجون بكسر كاميرات المراقبة للبنك المركزي، فقد حاولوا اقتحامه بتكسير الباب الخارجي، كما طال التخريب الموزع المالي للقرض الشعبي الجزائري.وتواصلت الاحتجاجات بتخريب ممتلكات أخرى، على غرار السياج الذي يحيط بالقطاع العسكري، الذي لم يمر على وضعه أسبوعان، خاصة أنه يحمي الحديقة المجاورة للقطاع، التي ظلت لسنوات محتلة من طرف الباعة، علما بأنه كانت مطالب مختلفة بضرورة غلقها.وقد تزامن تنقل المحتجين من مكان إلى آخر، مع تدخل عناصر الأمن باستعمال الغازات المسيّلة للدموع، حيث تمت محاصرة العديد منهم وتوقيفهم. واستمرت المواجهات بين الطرفين إلى غاية الساعة الثالثة صباحا، في عمليات كر وفر، بعد أن تحوّلت الطرقات إلى شبه خراب بسبب مخلّفات رمي الطاولات والكرتون والزجاج الناتج عن عمليات كسر المحلات. وقد عبّرت العديد من العائلات عن سخطها مما حدث، فقد كانت بصدد التسوق ليلا لشراء ألبسة العيد لأبنائها هروبا من حرارة الشمس في النهار، وبحثا عن متنفس خارج المنزل بعد الإفطار؛ إذ وجدت نفسها محاصرة في مداخل العمارات خوفا من وقوع مكروه، في مشاهد مرعبة.20 موقوفا و13 جريحـا في صفوف الأمن وإغماءات بالجملة في أوساط المواطنينمن جانبه، صرح مصدر أمني مسؤول، أن عمليات التوقيف في صفوف المحتجين شملت 20 شخصا، زيادة على تأكيد مصدر طبي من المستشفى الجامعي نقل 13 شرطيا أصيبوا بجروح مختلفة، بعد أن ألقى عليهم المحتجون الحجارة والعصي؛ من بينهم شرطيان تم نقلهما إلى استعجالات أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الضربان، اللذان تعرضا لإصابات على مستوى الوجه.وقد تكفلت عناصر الحماية المدنية بنقل خمسة منهم إلى المستشفى الجامعي ابن رشد، في جين تم نقل البقية في وسائل أخرى.كما تدخلت عناصر الحماية المدنية بثلاث سيارات إسعاف استجابة لنداءات المواطنين بوجود حالات إغماء، خاصة في صفوف النساء، جراء استنشاقهن للغازات المسيّلة للدموع، حيث تم إسعاف سبع حالات، زيادة على تدخلها لإطفاء حرائق قام المحتجون بإشعالها، لاسيما في الطرقات وحاويات جمع القمامة، وأكدت مصادرنا المختلفة عدم تسجيل إصابات في صفوف المحتجين.للإشارة، شرعت مصالح الأمن في التنفيذ الفعلي لمخططها بمطاردة الباعة الفوضويين عقب المواجهات التي تمت، قبل نحو أسبوع، بشارع ابن خلدون قبل أذان الإفطار، عندما وقع شجار عنيف بين شباب يقيمون في حيي المدينة القديمة “بلاص دارم” وسيدي سالم، استخدم فيه المتشاجرون السيوف من نوع “ساموراي” والعصي، ما خلّف إصابات خطيرة في أوساط البعض منهم.سطيـــفسكان عين أرنات يقطعون الشارع الرئيــــــسي أقدم، أمس، العشرات من المواطنين القاطنين ببلدية عين أرنات الواقعة بولاية سطيف، على قطع الشارع الرئيسي الذي يعد امتدادا للطريق الوطني رقم 5، احتجاجا على تغيير شققهم التي استفادوا منها في إطار السكن الاجتماعي من موقع إلى آخر، بسبب خطأ، حسب ما يقولون.المحتجون قصدوا، صباح أمس، مقر الدائرة في محاولة منهم لتوضيح الأمور بعدما شاع خبر التغيير، غير أن الجواب أكد بأن خطأ ما وقع أثناء عملية القرعة، وبالتالي فسيتم تحويلهم إلى شقق أخرى، مع العلم بأن هؤلاء كانوا استفادوا من حصة 379 سكنا اجتماعيا ببلدية عين أرنات، وتم إشهار القائمة في فيفري 2015. وتم بتاريخ في أفريل 2016، إجراء عملية القرعة التي انجر عنها تعرف كل مستفيد على شقته. ومع القرعة بدأت أحلام التنقل إلى المنزل الجديد تكبر، وبدأت معها زيارات العائلات للموقع تتكاثر في انتظار استلام المقررات، غير أن الصدمة كانت كبيرة جدا وهؤلاء يُخبرون بأن الحصة التي كانت محل إجراء القرعة، مخصصة لأصحاب السكنات الهشة، وهو ما آثار أمس حفيظة سكان عين أرنات، وجعلهم يخرجون مباشرة إلى الشارع للمطالبة بالاحتفاظ بالسكنات التي جرت حولها عملية القرعة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات